يختلف الناس عادة في تفضيلهم لأجواء وطقوس الشهور الحارة أو الباردة ، لكنني أجزم بأن وزير الكهرباء والمياه كان من أشد الناس فرحاً بقرب دخول فصل الشتاء هذا العام ، كما أن الشركة العجوز (الكهرباء) تنفست الصعداء بعد أن شهدت موسماً ملتهباً ، ملؤه التذمر والانزعاج!! فصل الصيف المنصرم امتاز عن أصياف الأعوام السابقة بزيادة مهولة في نسبة انقطاعات الكهرباء التي طالت الكثير من الأحياء والمراكز ، وعطلت الدراسة في بعض المدارس نتيجة لتوقف التكييف ، وسببت إرباكاً في عدد من المستشفيات ، واستنفرت الدوريات الأمنية التي تولت مهمة حفظ الأمن في الشوارع المظلمة ، وأفضت إلى تجمع العشرات ممن سئموا سهر الليالي الطوال على أضواء الشموع أمام فروع شركة الكهرباء مرددين (ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ)!! حري بوزارة الكهرباء والمياه أن تتحمل مسؤوليتها في إيجاد حلول جذرية لمشكلة انقطاعات الكهرباء المتكررة ، وأن تستغل موسم الشتاء لترتيب أوراقها من جديد ؛ للبحث عن علاج فعَّال يحول دون تكرار ما حدث من فشل ذريع في الصيف الفائت!! لقد بذلت الوزارة جهداً لا بأس به في سبيل التغلب على أزمات شح المياه ، ولقد أولى معالي الوزير هذا الجانب اهتماماً كبيراً ، حتى أنه كان حريصاً على التوعية باستخدام أدوات ترشيد الاستهلاك التي كان يصطحب بعضها في الكثير من لقاءاته التلفزيونية حرصاً منه على حل أزمة نقص المياه ؛ فكان له كثير مما أراد،ونتمنى أن تحصل الكهرباء على النصيب عينه من الاهتمام الذي حصلت عليه المياه ، ونرجو من وزيرنا أن يتحفنا في لقاءاته التلفزيونية القادمة بأحدث ما توصل إليه العلم من تقنية لترشيد استهلاك الكهرباء!!