*في صغري سمعت بيت شعر .. يردده كبار السن في قريتي .. تعلّق بذاكرتي .. بحثا عن إجابة .. تهدم بيت الشعر .. بقي الشطر الأخير .. يقول عن تهامة: [ديرة الحمّى والاسقام] كبرت .. عرفت سبب التسمية .. حيث الماء الوافر .. الراكد في أوديتها الواسعة .. يسبب المشاكل الصحيّة .. الإنسان والأمراض يستوطنان الأرض المعطاء .. وأمراض تهامة ذات علاقة بالماء. *الأهالي الأولون من بلاد غامد وزهران يعرفون تهامة جيدا .. اشتهرت عبر التاريخ بخيراتها .. كانت مقصدا للكثير من أهالي السراة .. طلبا للرزق في سهولها الغنية الواسعة .. وهناك قبيلة غامدية تستوطن تهامة .. تسمى [غامد الزناد] .. لم يخطر ببالي يوما الكتابة عن تهامة .. لكن الرجال يعطون للمكان قيمة .. وشهرة .. وفخرا .. وتاريخا .. وفرض احترام. *بين يدي كتاب حديث بعنوان .. [دليل ابن خماش للتراث التهامي .. تهامة .. التراث والثقافة والطبيعة] .. مؤلفه: (مرضي بن خماش بن دمام الغامدي) .. من قبيلة [غامد الزناد] التهامية .. يقول: [تهامة سهل ساحلي ضيق .. يحاذي ساحل البحر الاحمر في الجزيرة العربية .. يفصل بين البحر الاحمر في الغرب .. وجبال السروات في الشرق .. سُميت بذلك لحرارتها .. وركود الريح فيها .. وأصل كلمة تهامة .. إشارة إلى مناخها الحار .. وأرض تهامة عبارة عن وديان وشعاب شديدة الحر والجفاف]. *في الكتاب شكر خاص .. هذا نصه .. [شكرا من القلب لداعم وراعي هذا الكتاب .. الشيخ علي المجدوعي] .. هكذا سجل شيخنا وكبيرنا .. [المجدوعي] .. لوحة جديدة .. في مسيرة عطائه .. وكفاحه .. وأعماله الهادفة .. رجل معروف .. بصفات لا يتوقف عطاؤها .. عصامي .. نشمي .. غيور .. راعي شيمة وشهامة .. هذا الكتاب يسجل .. للشيخ .. صفحة جديدة في تاريخ العطاء .. طيلة مسيرة حياته .. دعمه لهذا الكتاب انجاز حقيقي .. توثيق وتعريف بالثقافة والتراث التهامي .. قمة التكريم لهذا الجزء من الوطن الغالي .. أدعو لاقتناء الكتاب .. سيفتح لكل فرد آفاقا نحو ملامح الحياة في هذه الارض الطيبة .. أعمال الخير فضل من الله للشيخ المجدوعي .. بجانب رضا الناس ودعائهم لشخصه الكريم. * يقول ابن المؤلف عن أبيه في مقدمة الكتاب .. [نشأ مع أبيه في تهامة .. فتعلم على يديه الكثير .. فضلا عما تعلمه من حياة البادية وقساوتها .. وبؤسها .. فصقلته وجعلت منه رجلا عصاميا .. رسم الأمنية .. فاتقنتها ريشة التخطيط] .. أخيرا تحققت الأمنية بتحقيق انجاز هذا الكتاب .. وهو في منتصف العقد السابع من العمر. *في القسم الأول .. كانت العادات والتقاليد (الأعراف) .. لكل زمن دولة ورجال .. يقول المؤلف [أرجو أن تستمتعوا ببعض ما جمعته لكم] .. في القسم الثاني تحدث عن التراث التهامي .. شاهدا على حضارة الحجر التي سادت .. صور تتحدث .. تغني عن الكلام .. مقتنيات فخارية وخشبية تهامية .. قدم الكتاب مقتنيات من الجلد والصوف .. سجل الأشياء المعدنية التهامية .. غطّى مقتنيات الطفي (السعف) .. شرحت الصور المتنوعة .. الموازين التهامية القديمة (المكاييل) .. وكان للألعاب الشعبية التهامية نصيب. *يعرض الكتاب صورا ملونة ناطقة بالمعلومة .. عن البيوت القديمة .. الكتاب جولة سياحية .. يطوف بك في ربوع ماضي تهامة .. جهد عظيم .. دقة وجودة .. حتى أدوات الزينة ظهرت كجزء من منظومة الحياة التهامية .. تعبر عن واقع أسرار الحياة والحال .. وحتى أدوات حفظ الحلي والملبوسات .. أخذت مكانها في الكتاب مع الحلي المتنوعة والملبوسات .. وللهودج الفخم والمميز للعروس التهامية جانب يعبر عن الفرح. *القسم الثالث من الكتاب حمل صورا عن فنون الزراعة والحرث والنحل .. السواني وأدوات استنزاف المياه من الآبار .. فنون استخراج زيت السمسم التهامي .. أنواع الحبوب وأدوات طحنها .. أسرار النحل والمناحل التراثية التهامية .. أدوات الصيد والقنص التهامية .. الطلاء التهامي (القطران) .. أدواته وصناعته واستخدامه .. قدم صورا عن الطبيعة والحياة الفطرية التهامية .. وفي القسم السابع صور عن الأكلات والأسواق الشعبية التهامية. *الكتاب يضم أكثر من (1250) صورة ملونة .. وردت في (372) صفحة .. توثق للتراث التهامي .. كل ذلك تحقق بفضل سخاء ودعم الشيخ علي المجدوعي .. يقول المؤلف: [إلى كل أقراني الذين لازالوا أحياء يرزقون ... أما الذين رحلوا إلى السماء .. ها نحن حفظنا ودكم .. وذكرناه في غيابكم .. فالله يرحمكم] .. ويفتخر قائلا .. [أرضي تهامة .. فخرها في رجالها .. منها الكرم والطيب .. غالي ترابها] .. خدم المؤلف في المجال العسكري ثلاثة عقود متتالية. *للشخصية التهامية خصائص لا تغيب عن الذاكرة .. ظهر المؤلف على الغلاف .. بمحزم الخنجر التهامي الفضي الشهير .. يمسك بندقية .. توحي وتقول .. توشح ب(المصنف) التهامي الملون .. فخورا بلحيته التي لونها الحنّاء التهامي .. تضاريس وجهه الشامخ توحي وتقول .. أصبحت جزءا من الكتاب .. التراث والثقافة والطبيعة تبحث عن مؤلف وراعٍ وداعم.