عجبي ممن لازالوا يتاجرون بالأنين الهلالي إعلامياً كلما ترنح أو سقط الفريق في فجوة محلية أو حفرة قارية. بخلق كرة من الصوف معقدة الخيوط لا تعرف أولها من تاليها لإشغال الشارع الرياضي بشكل عام والهلالي بشكل خاص عن واقع الحال والأسباب الداخلية فنياً وإدارياً التي أوصلت الفريق إلى ما وصل إليه. الهلال يعاني لأنه يخطئ في القرار الإداري والفني والاحترافي ولا يجد من محبيه إعلامياً من يوجهه أو حتى يواجهه بتلك الأخطاء ويضغط على الجرح والمتسببين له في حال تكراره. الإدارة والجهاز الفني واللاعبون الحلقات الأهم في منظومة الفريق وجدت نفسها معزولة عن بعضها البعض ، لأنها تعيش بعيداً عن أي مرآة تظهر له عيوبها ، فكان الانفجار الجماهيري غير المسبوق طوال أكثر من عقد ، فقد شعرت تلك الجماهير العاشقة أنها لم تكن مغيبة فهي تعلم بالعديد من تفاصيل المعاناة ، لكنها غضبت من استغفالها بأنها لا تعلم عن دور (المكياج الإعلامي) وبطء المعالجة الإدارية للخلل الظاهر لها ويدركونه كجماهير. للهلال جماهير عظيمة في جميع أنحاء المملكة .. لذا يستحقون أن يعاملوا كشريك في القرار وقراءة (روشتة) العلاج قبل وليس بعد وقوع الفأس بالرأس ، فعلها الرئيس السابق الأمير محمد بن فيصل ، ونجح في خلق طوق عظيم من عشاق النادي في المدرج حول الفريق بالملعب .. وحول الإدارة خارج الملعب. محمد بن فيصل الرئيس الأصغر والأقل خبرة حينها يحسب له ذكاؤه في بناء الفريق العملاق والبطولي معتمداً على عصب الكيان وهي جماهيره ثم جماهيره ثم جماهيره. ثم إعلامه المحب له فتكلل بيت الزعيم ب (8) بطولات قياسية. ومن يستخدم عكس هذه القاعدة في الهلال أو غيره سيخرج من الأبواب الخلفية للنادي. الهلال في حاجة إلى المواجهة مع معاناته من الداخل وأولها الاعتراف بها ليسهل السيطرة عليها ثم معالجتها. وعدم الهروب من سماع الانتقادات الجماهيرية للعمل بالتحاور معها باقتضاب خلف كيبورد (تويتر) أو بتوكيل منابر إعلامية لامتصاصها وليّ الواقع أمامها. على من يقود كيانا كبيرا وكبيرا جداً مثل الهلال بتاريخه ومسؤولياته ومتطلباته أن يعرف أنه لا يدار بدفة الإعلام بل بدفة جماهيره. قفلة : رئيس نادي الاتحاد محمد الفايز .. إما أن يتحمل مسؤولية العبء المالي ويتدبر أمره بصمت ، وإما أن يحفظ ماء وجه ناديه وجماهيره من التسول الإعلامي.