من يستمع للخطاب الإعلامي الهلالي الرسمي سواء كان ذلك على مستوى المسئولين، أو اللاعبين يلحظ حجم العقلانية العالية في الطرح، وفي تناول العديد من القضايا التي تهم الشأن الهلالي سواء كان ذلك الحديث عن ذات الشأن أو من خلال الرد على بعض ما يثار من هنا، وهناك ويمس الفريق الكروي أو النادي بمجمله. إدارة الأمير الشاعر الراقي في حديثه، المتزن في طرحه، المتعقل في ردوده سارت على وتيرة واحدة اتسمت بعدم المساس بأي طرف آخر على المستوى الفردي أو على مستوى الكيان مع المحافظة على حقوق فريقهم كاملة لا ينقصها حجم الاحترام، والتقدير. الهلال بات أنموذجاً مثالياً يحتذى به في المجال الرياضي على كافة المستويات سواء كان ذلك في العمل الفني البديع الذي خلق فريقاً لكرة القدم لا يضاهيه أحد على المستوى المحلي إن لم يكن الآسيوي والذي جانبه التوفيق في العديد من المشاركات، واكتسح من خلال ذلك الفريق كافة البطولات الرسمية فلم يبق منها شيء بعد أن أضحى مكتمل الخطوط في تشكيله الرئيس أو البديل متناغم العمل، وأداء الأدوار في الجوانب الفنية كل حسب اختصاصه، وفي الجوانب الإدارية كل حسب مهامه إنه بحق أنموذج للفريق المتكامل الذي يجبرك على المتابعة، والاحترام. الجانب الآخر والمهم في نجاح العمل هو ذلك التنظيم البارع في توزيع المهام المناطة بكل شخص من أعضاء مجلس الإدارة في الحديث الإعلامي المؤطر بعلامات كبيرة عنوانها التقدير العالي، والاحترام الفائق لجماهير الفريق الكبيرة، والتعاطي المثالي في الأحاديث الفضائية المباشرة أو الإعلامية الأخرى المتنوعة المبنية على منهجية ثابتة لا تختلف، ولا تتبدل بتغير الأحوال، والظروف، والمكان تقوم على ركائز أساسية لا بديل عنها أولها احترام المنافسين، وعدم التقليل من شأنهم أو النيل من ذاتهم أو الأعمال التي يؤدونها سواء كانت الرسمية أو القائمين بها تطوعاً، وثانيها المحافظة على حقوق الفريق كاملة من دون نقص. بهذه المنهجية الرائدة، وبهذا التوجه الفكري العالي كسب الهلال "الجولة" داخل "الملعب" وخارجه كما حاز على إعجاب كثيرين من محبي، ومتابعي الكرة، وأضاف لرصيده الجماهيري الوافر جماهيرية أخرى، لقد نجح الهلال في أداء العمل بإتقان عال، ومهارة فائقة وترك بعضهم التفرغ للمناوشات الهامشية، والمنازعات الإعلامية، والصراعات الشرفية التي أسهمت في بقاء تلك الأندية في مكانها لم تستطع أن تتقدم عنها خطوة بعيدة للأمام.