حقيقة لو لم أقف على الحالة ولو لم أزر اوقاف الباحة لم أكن لأصدق ما يحدث وانه نسج من الخيال الخصب ، فاعل خير تبرع منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف بأرض وشيد عليها مسجدا على الطريق العام بالزاوية ببني كبير التي تتوسط المسافة بين كل من مدينة الباحة ومحافظة بلجرشي (مسجد الزبير بن العوام) ورغم أن المسجد سليم وليس هنالك ما يدعو لهدمه إلا أن إدارة اوقاف الباحة قررت التوسعة فهدمته بعد أن افرغ المتبرع (رحمه الله) لها ملكية المسجد ، وطلبت من ورثة المتوفي توسعة محددة وتجاوبوا بحسن نية ، وهدم المقاول المسجد والمفروض ان يتم البناء وفق مخططات ومواصفات موضوعة سلفا وعليه قد يكون من المفروض تم إرساء المشروع ، إلا انه تبين فيما بعد أن المقاول يقوم بالإنشاء وفق مرئيات شخصية لا علاقة لها بالشروط والمواصفات دون رقيب وبلغ الأمر بأن توغل في ملك الجار في ظل غياب الاستشاري وإدارة الأوقاف ، وحينما تقدم الجار بشكوى كان رد أوقاف بلجرشي التجاهل وكذلك الحال بالنسبة لأوقاف الباحة ، وكان كل هم الاوقاف أن يصطلح المقاول مع الجيران المهم لا تصل الشكاوى للإدارة ، وكأنه لا علاقة لهم بالموضوع من قريب او بعيد ، تقدم المعتدى على ارضه بعدة شكاوى لكون المقاول غير مبال بل بلغ به الأمر ان اغلق مدخل ارض الجار بالتعدي بالبناء ، وكلما خضع الجار للضغط زاد طمع المقاول ومارس الأخطاء ، وإدارة الاوقاف جوابها هذا مقاول مشاريعه متعثرة سواء لدينا او لدى جهات أخرى وغير متجاوب ، ولا حول لها ولا طول للأوقاف. حقيقة ان موقف الاوقاف فيه ريبة ، فكم مرة تغاضت عن المقاول ثم أليس هنالك كراسة شروط ومواصفات. وحينما اقول موقف فيه ريبة ، فذلك لكون المقاول أخطأ في التعدي على املاك الجار من جهة ثم المشروع الآن متعثر ثم الأهم أن تنفيذه بالشكل الحالي لن يقبل به جاهل ، فكيف بجهة رقابية ، هل يعقل مسجد بدون مدخل لدورات الوضؤ؟ وهل يعقل مسجد ينفذ وفق تخبطات المقاول؟ لنفرض أن الجار تنازل مؤقتا تحت الضغط عما لحق به من أذى لوجه الله .. ياترى إذا أحتاج مدخل ارضه غدا كيف يصل المصلون لدورات الوضؤ؟! ، ثم كيف تغاضت الاوقاف عن جميع الشكاوى وركنت إلى الصلح خير ، رغم أن الاخطاء فادحة وجسيمة والتنفيذ خاطيء وسيئ؟ هل يطبقون فعلا مقولة (انا ومن بعدي الطوفان) لذلك اصبح المسجد رهينة لمزاج الجار فمتي طلب قفل المدخل فستكون دورات الوضؤ والدور الارضي معزولة بلا مدخل. كان من المفروض منذ بداية الشكوى أن تطلب الاوقاف من المقاول الهدم وإعادة البناء وفق المخططات هذا إن وجدت ، ولو نفذ مثل ذلك لما تمادى المقاول في اخطائه ثم تعثره ، ولما تسترت الإدارة على اخطائها بترحيل المشكلة وفق تعهد وقتي مع المقاول إلى ادارات قادمة. ونحن نتساءل إذاً ماهو دور الاوقاف مع مثل هذا المقاولين؟ وكما اسلفت إذا الجار طالب غدا بمدخل ارضه كيف يصل المصلون على دورات الوضؤء والمنافع الأرضية؟!! أعود وأكرر حقيقة لو لم اقف على الحدث بنفسي لم أكن أصدق أن ذلك يحدث في مرفق حكومي مهم وذا صبغة خيرية بجانب المسؤوليات الجسام التي تفترض فيهم الجدية والحرص والامانة خصوصا في خدمة بيوت الله .. فما يحدث في أوقاف الباحة لن يرضي بأي حال من الاحوال من ينشد الإخلاص والإتقان في العمل ، وانه لابد من محاسبة من تغاضى عن تلك الاخطاء وأصبح معها المسجد مرهونا بتعهد خطي ايضا بلا مدخل للوضؤ والدور الأرضي والخشية من ان يكون هذا ديدن اوقاف الباحة بصفة عامه وما حدث هنا ماهو الا صورة مصغرة لما يحدث مع مساجد المنطقة. وبالله التوفيق.