في مساء اليوم الوطني شرع الكثير من المواطنين في التعبير عن فرحتهم بذكرى توحيد البلاد على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ، وبرزت مظاهر الاحتفال من خلال الألبسة والسيارات واللافتات المعلقة هنا وهناك ، كما عبَّرت المدارس والكثير من الدوائر الحكومية عن سعادتها بتنظيم حفلات تُلقى فيها الكلمات والقصائد والأناشيد ، وتُقام فيها المسابقات والألعاب وغيرها من الفعاليات ، كما أن جميع مناطق السعودية أقامت احتفالات رسمية برعاية أمراء المناطق لإحياء هذه الذكرى المجيدة. رغم كثرة الاحتفالات وتنوعها وتعدد أساليبها إلا أن بعض شبابنا لم يسعهم ذلك كله ، وفضلوا الاحتفال على طرائقهم الخاصة ، التي خرج بعضها على نطاق النظام والأدب ؛ فاتخذوا من التفحيط وإغلاق الطرق ورشق الدوريات الأمنية بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية وسائل للاحتفال والتعبير عن مشاعرهم التي هي أبعد ما تكون عن حب الوطن ، بل إنها إساءة له ولمقدراته. الطقوس العنيفة التي يمارسها بعض الشباب عادة للتعبير عن الفرح ، سواء في يوم الوطن أو بعد تحقيق أي إنجاز رياضي ، تحتاج إلى دراسة مستفيضة للوقوف على مسبباتها ، ووضع الخطط المناسبة لمعالجتها ، والحد من انتشارها ؛ لأنها في كثير من الأحيان تحيل الفرح إلى حزن ، والبهجة إلى مأتم ، وتترك لدى الآخرين انطباعاً لا يليق بمكانة السعودية ورسالتها الإسلامية السامية.