يتألم العاقل أمام تلك الفئة التي امتهنت حب كرة القدم والانتماء لأوساطها ولكن على طريقة الشتم والسب واللعن لا على طريقة الوعي والتسامح. الرياضة وميادينها ومنافساتها أضحت في هذه المرحلة مرتعا للتعصب ، بل إن هذا التعصب تجاوز مداه إلى أن وصل حدود استخدام عبارات لا يرضاها عقل ولا يقبل بها دين. هؤلاء اللعانون والسبابون والشتامون أما آن لهم أن يتوقفوا قليلا لمحاسبة أنفسهم بعدما أثقلوا موازينهم بالسيئات؟ بالأمس الأول وعبر مواقع إلكترونية متعددة قرأت الكثير عن الهلال ورئيسه ولاعبيه ، لكن المؤلم أن مضمون المنثور عبر هذه المواقع لم يخرج عن الشتم، بل إن الشتم اقترن هذه المرة بخطب عصماء أصحابها يلعنون هذا ويشتمون ذاك ويمارسون من سوء القول ما يندى له الجبين. أي رياضة ننشدها مع هذه الفئة ، وأي روح رياضية تبقت لنا معهم؟ اسأل العقل الذي يؤمن بأهمية الرياضة وأهمية منافساتها ، أما نقيض العقل فمهما حاولت لن تصل معه إلى نتيجة كون كل مداركه الفكرية والأخلاقية معطلة للأسف. ليس المؤمن بالطعان واللعان والفاحش والبذيء ، وفي حديث أبي الدرداء عند أبي داود إنه -عليه الصلاة والسلام- قال : إذا لعن الرجل شيئا فإنها تذهب إلى أبواب السماء فتغلق دونها أبواب السماء ، ثم تذهب إلى الأرض فتغلق دونها أبواب الأرض ، ثم تذهب هاهنا وهاهنا فإن لم تجد مساغا ذهبت إلى الذي لُعن ، فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى الذي لَعن ، يعني مآلها أن ترجع إلى اللاعن والعياذ بالله ، اللعنة ترجع إلى اللاعن ، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيح : لعن المؤمن كقتله يعني في الإثم. علينا أن نعي أهمية الأخلاق والروح الرياضية والتسامح ، وعلينا كذلك أن نحرص على أن يكون تعصبنا لكرة القدم وأنديتها في حدود الأدب والأخلاق ، أما أن نستغل المنافسة في ميادينها بأسلوب هؤلاء لنلعن ونشتم فهذه مشكلة لابد لنا أن نقف أمامها ومحاربتها. فوز الاتفاق على أريما الأندونيسي كان مهما على الأقل من الجانب المعنوي الذي قد يعيد الاستقرار والثقة للفريق. الاتفاق لم يقدم المستوى المقنع لكنه فاز وهنا الأهم. أما في ذات السياق الخاص بممثلينا ، فلابد أن نشير مجددا إلى الفتح ومستواه وفوزه الثمين على الجهراء الكويتي على أرضه وبين جماهيره. هذا الفوز للفتح أكد مجددا على أن هناك عملاً وتخطيطاً وثقة وحسن تصرف سواء في النواحي الفنية أو النواحي الإدارية ، ولو لم تكن هذه مع تلك حاضرة لما واصل الفتح طريق الانتصارات. بالتوفيق لممثلي كرة القدم السعودية .. والأمل في أن يكملوا ما بدأوه وصولا إلى منصات التتويج بإذن الله .. وسلامتكم.