استنكر عضوان في هيئة كبار العلماء، ومثقفون وباحثون اجتماعيون، كتابة مجهولين عبارات شتم على واجهة مدرسة ثانوية في الطائف، ونشرته «الشرق» في عددها، أمس. وقال عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور يعقوب الباحسين: «لا يجوز اللعن لمجرد الاختلاف في الفكر أو الرأي»، واستدرك «لا نلعن إلا من أمر الله بلعنه، وكانت هناك مبررات شرعية لذلك»، مؤكدا أن الأصل في الشرع عدم اللعن، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء». ودعا الباحسين المسلمين إلى الاحتراز وعدم اللعن، والتنبه لذلك، والبعد عن كل ما يثير الأمة، مؤكدا أن إطلاق كلمات اللعن والسب، غير جائز في حق المسلم. وأكد عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث، الدكتور أحمد السير المباركي، أن اللعن لا يجوز، خاصة لشخص بعينه، مشدداً على أن الإسلام حرم السباب والشتام واللعن بحق الآخرين. وقال المستشار القضائي، الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، أن اللعن من ألفاظ الكبائر، ولا يجوز إلا في موضعه، وإذا لم يكن له موضع ارتكب اللاعن ذنباً عظيماً. وأضاف أن لعن الأمور العلمية والثقافات المجردة والأيديولوجيا لا يجوز شرعاً، أما من أساء إلى الله ورسوله فذلك جائز لعنه. وحول الكتابة على جدران المدارس والشوارع، قال إن ذلك تخريب لممتلكات خاصة وعامة، ولا يجوز شرعاً، وعبارات اللعن والانتقاد التي كتبت على إحدى المدارس ليس هذا محلها. وأضاف: أنصح من يكتبون على الجدران أن يعالجوا ما يدفعهم للكتابة عن طريق الفكر والكتابة العلمية المركزة المدعومة بالبحث والتحليل الأدبي. ووصف من يكتب على الجدران بالمتعجلين الذين يلحقون الضرر بأملاك الآخرين. من جهته، أوضح المؤرخ والناقد الأدبي، حماد السالمي، أن الكتابة على الجدران ظاهرة خطيرة انتشرت حتى في داخل دورات المياه، وهي دليل على انحراف تربوي عند بعض الشباب. وقال إذا وصل الأمر إلى أن يكون هنالك تعرض لأيديولوجيات الناس ومذاهبهم وقبائلهم فالأمر سيكون أسوأ. متمنياً أن يكون هنالك وعي لدى الشباب بخطورة هذه الظاهرة. وحول اختيار المدارس لتمرير بعض العبارات التي تشتم وتنتقد بعض الأيديولوجيات، قال السالمي: لا أستطيع أن أتهم رجلاً عاقلاً بالقيام بهذا التصرف، وإنما قد يكون أحد المراهقين، كما أن وجود هذه الكتابة على جدار مدرسة لا يعني أنها كتبت من طلاب المدرسة. وأضاف: لا أستطيع أن استوعب أن هنالك تياراً مخالفاً لتيارات أخرى يعمل على الإساءة لمن يخالفه بالكتابة على الجدران. من جهته، وصف الباحث الاجتماعي فيصل الثقفي كتابة عبارات الشتم على الميادين العامة والجدران بالسلوك السلبي لدى فئة من المجتمع لا تملك مقومات الحوار والمناقشة والإقناع. وقال إن الهدف من هذه الكتابات هو الإساءة، مشيراً إلى الدور التربوي الذي يجب أن تقوم به المدارس، والمؤسسات الإعلامية، وخطباء المساجد، للحد من انتشاره بين أطياف المجتمع من صغار السن والمراهقين. وكانت منتديات ثقافية، ومواقع للتواصل الاجتماعي على الأنترنت، تناقلت ما نشرته «الشرق» في عددها، أمس، حول قيام عابثين بكتابة عبارات شتم على واجهة إحدى المدارس، ووصفها عدداً من المغردين في «تويتر» بالعبارات المنافية للأخلاق الإسلامية. صالح اللحيدان