من قدر الله أن جعل لكل شيء دورة حياة تطول أو تقصر حسب مقدار الاهتمام والرعاية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة ليست استثناء فهي تبدأ بفكرة تتبلور ثم تنطلق في السوق ثم تأخذ في النمو إلى أن تصل لمرحلة النضوج ثم الانحدار. الوصول لمرحلة النضج في المنشآت يجعل أصحابها يتراخون قليلا فقد أصبح لمنشآتهم اسمها ومكانتها في السوق وأصبحت تدر ربحا جيدا بعد عناء التأسيس والمتابعة لتفاصيل العمل اليومي. ولاشك أن الوصول لهذه المرحلة شيء مفرح ويدعو للاعتزاز لكنه في الجهة الأخرى مقلق فليس بعد النضوج إلا الانحدار. وهنا يأتي دور الإبداع لتغيير مسار الانحدار إلى مسار النمو مرة أخرى وذلك من خلال تقديم منتجات جديدة أو تطوير منتجات قديمة أو تغيير في أسلوب تقديم الخدمة إلخ من التغييرات الإبداعية التى تضيف روحا جديدة تنعكس مباشرة على الزبون. ولإنجاح الإبداع في المنشآت تحتاج أن تمر بمرحلتين أولا : اختيار الفكرة الإبداعية التي تركز على الجديد أو التجديد ثانيا : الرسالة التي ستحملها للزبون وكيف ستؤثر عليه للوصول لفكرة جيدة وقابلة للتطبيق وتحصيل ربح منها ، يستحسن عمل فريق مصغر على أن يكون بعض أعضائه من خارج المنشأة ولكن من زبائنها لعمل عصف ذهني في المرحلة الأولى لإنتاج أفكار عدة ثم دراستها لتحديد الأنسب. هذه العملية قد تحتاج وقتا ولكنها في النهاية ستنتج فكرة رائدة تميّز المنشأة عن غيرها في سوق شديد المنافسة. إن تأصيل الإبداع لدى أصحاب المنشأة نظريا مع ترجمته عمليا يجعل المنشأة في نمو مستمر يتسارع أحيانا ويتباطأ أحيانا أخرى ولكنه لا يسمح لها بالاستمرار في مرحلة النضج فترة طويلة.