من قدر الله أن جعل لكل شيء دورة حياة تطول أو تقصر، حسب مقدار الاهتمام والرعاية. والمنشآت الصغيرة والمتوسطة ليست استثناء، فهي تبدأ بفكره تتبلور ثم تنطلق في السوق ثم تأخذ في النمو إلى أن تصل لمرحلة النضوج ثم الانحدار. إن الوصول لمرحلة النضج في المنشآت يجعل أصحابها يتراخون قليلا، فقد أصبح لمنشأتهم اسمها ومكانتها في السوق وأصبحت تدر ربحا جيدا بعد عناء التأسيس والمتابعة لتفاصيل العمل اليومي. ولا شك أن الوصول لهذه المرحلة شيء مفرح ويدعو إلى الاعتزاز، لكنه في الجهة الأخرى مقلق فليس بعد النضوج إلا الانحدار. وهنا يأتي دور الإبداع لتغيير مسار النضوج إلى مسار النمو مرة أخرى، وذلك من خلال تقديم منتجات جديدة أو تطوير منتجات قديمة أو تغيير في أسلوب تقديم الخدمة إلى آخر ذلك من التغييرات الإبداعية التي تضيف روحا جديدة على أصحاب المنشأة والعاملين فيها التي تنعكس بشكل مباشر على الزبون. ولإنجاح الإبداع في المنشآت تحتاج إلى أن تمر بثلاث مراحل مهمة: أولها: اختيار الفكرة الإبداعية التي تركز على تقديم الجديد أو التجديد. ثانيا: الرسالة التي ستحملها للزبون ومدى تأثيرها عليه. ثالثا: حجم الجهد الذي تتطلبه ومقارنته بهامش الربح المتوقع. للوصول لفكرة جيدة وقابلة للتطبيق وتحصيل ربح منها، يستحسن عمل فريق مصغر على أن يكون بعض أعضائه من خارج المنشأة ولكن من زبائنها لعمل العصف الذهني المطلوب في المرحلة الأولى لإنتاج أفكار عدة ثم دراستها كل على حدة لتحديد الأنسب، وهذه العملية قد تحتاج إلى وقت ولكنها في النهاية ستنتج فكرة رائدة تميز المنشأة عن غيرها في سوق شديدة المنافسة. إن تأصيل الإبداع لدى أصحاب المنشأة والعاملين فيها بالدراسة النظرية ثم التطبيق العملي يجعل المنشأة في نمو مستمر يتسارع أحيانا ويتباطأ أخرى، ولكنه لا يسمح لها بالاستمرار في مرحلة النضج فترة طويلة. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية