أعاد مهندس الكلمة ورائد الشعر وهج الطائف ومكانتها الثقافية بافتتاحه سوق عكاظ السادس ، نيابة عن راعي النهضة الشاملة في السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه). جميل جداً أن نجد التجديد في السوق كل عام ؛ فقد أثلج صدورنا ما شاهدناه من إعداد جيد وتنفيذ رائع ، وأبهرنا حفل الافتتاح هذا العام ، وهذا يدل على الاستفادة من تجارب المهرجانات السابقة وتطويرها إلى الأفضل. لقد كانت برامج الحفل وإخراجه وما صاحبها من تنظيم جديرة بأن نقول للجميع (أحسنتم وإلى الأمام) ، وهذا يدل على حُسن اختيار العاملين في اللجان المنظمة والمشرفة. لا أقول هذا تملقاً ؛ فلم توجَّه لي دعوة لحضور الحفل ، وهذا طبع المسؤولين في الطائف ؛ فمن يُحَل إلى التقاعد يخرج من ذاكرة التاريخ رغم ما قدمه طوال فترة عمله من إخلاص وتفانٍ في سبيل الوطن والمواطن ، لكنني شاهدت النقل المباشر للحفل عبر الفضائية الثقافية ، وقد شدني الحفل من بدايته حتى نهايته ، وقلت عند النهاية (شكراً لخالد الفيصل ؛ فلم يكن هذا النجاح إلا نتاجاً لتوجيهاته الكريمة ؛ فهو المبدع في كل شيء). لقد كانت بداية انطلاقة سوق عكاظ متواضعة ، وكنا نظن أنها لن تنجح ، وسيتم القضاء عليها في مهدها ؛ فقد صاحبت البداية اعتراضات على الموقع ، وعلى الفكرة ، وقالوا إن ذلك إحياء للجاهلية ، لكن الإصرار والعزيمة جعلا من الحلم حقيقة ، ومن فكرة متواضعة عملاً كبيراً ، تجتمع فيه جميع الثقافات والفنون والمهن كافة ؛ فقد تم بناء خيمة تتسع لثلاثة آلاف شخص ، وجادة بطول ألف متر ، وغيرهما من المنشآت ؛ فيجب أن يُستغل ذلك لكل ما هو صالح للفرد والمجتمع ومن الجهات كافة ، حتى تلك المعارضة ؛ فكل شيء في هذه الحياة له جانبان ، حسن وقبيح ؛ فيمكن أن نطوع سوق عكاظ ؛ ليكون حسناً بكامله. وقفة : شدني المشهد الخاص بالشاعر غازي بن عبد الرحمن القصيبي (يرحمه الله) ؛ فقد كان مشهداً رائعاً ، استحق فيه شاعرنا الكبير أن يكون نداً لشعراء سوق عكاظ ، وزاد في روعة المشهد حُسن الاختيار للقصيدة ، وأتمنى أن تُعلَّق في السوق إلى جانب معلقات زهير وعنترة وغيرهما ؛ فهذا أقل تخليد لذكرى المواطن الصالح غازي القصيبي. ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).