سيبقى الحديث عن الفساد الإداري والمالي في مجتمعنا الشغل الشاغل لولي الأمر حفظه الله ولكل من يحب هذا الوطن ويهمه أمره ويسعى لأن يكون في مقدمة الدول آمناً مطمئناً شامخاً يقتدى به. هذا الوطن الذي خرج منه سيد البشرية وقدوتها وحبيب الرحمن ومنه انطلق نور الايمان الى شتى البقاع ومنه انتشرت القيم الفاضلة والمبادئ النبيلة والسلوكات الحسنة لذا علينا جميعاً أن نتمثل بتلك الصورة المثالية التي تليق بتلك المكانة العظيمة التي يحتلها ولعل انعكاس تلك الصورة المثالية التي يستوجب ان يكون عليها مجتمعنا وتليق بتلك المكانة العظيمة لوطننا لابد وأن تنطلق من خلال معاملاتنا الحياتية كما قال نبينا المعصوم (الدين المعاملة) ومعاملاتنا تعد مفهوما شاملاً لكل صغيرة وكبيرة تخص الافراد والجماعات ومن المؤكد ان الحرص على ابراز تلك الصورة الناصعة يستوجب أن نكون جميعاً يداً واحدة في محاربة ذلك الفساد الذي ينخر قيمنا ومبادئنا وسلوكاتنا الحياتية حيث يستوجب منا جميعاً أن نقول لكل مفسد قف عند حدك فكلنا ضدك والوطن ليس لك وحدك وعلينا أن نقرن أقوالنا بالافعال من خلال الابلاغ عن أي ممارسة فسادية صغيرة أم كبيرة فمعظم الحرائق تأتي من مستصغر الشرر وتجاهل الصغائر بالتأكيد سيجلب الكبائر وعلينا جميعا أن نحمل شعار كلنا (نرى ونسمع ونتكلم) حتى نكون يداً واحدة في محاربة ذلك الفساد أما السلبيون المتهاونون أو المتعاونون ممن يمارس شعار (لا أسمع ولا أرى لا أتكلم) فهم بالتأكيد شركاء في جلب ذلك الفساد أو ممارسته فعلياً , ولعل خادم الحرمين الشريفين رعاه الله عندما استحدث لنا هيئة عليا وأوكل إليها كافة الصلاحيات لتنفيذ مهامها على الجميع فهو بذلك يدفع لنا جميعاً بأمر مكافحة الفساد بعد أن جعل لنا مرجعا قوياً نركن اليه ببلاغاتنا وبعد أن وضعت تلك الهيئة الفاضلة رقماً سهلاً ميسراً لكل البلاغات التي تتلقاها عن كافة الممارسات الفسادية والرقم كما هو معروف هو (1991) لذا علينا جميعا أن نحارب بكل قوانا بذور ذلك الفساد من خلال الابلاغ عنه وابراء ذممنا لذمة تلك الهيئة الفاضلة بإذن الله وهذا ما فعله خادم الحرمين الشريفين رعاه الله بعد أن أبرأ ذمته أمام الملأ جميعا ووضعها في ذمة كل وزرائه ومعاونيه ورجال بطانته. فمن المؤسف جداً ومن المخجل جداً أن نرى البعض منا يرى مثل تلك الممارسات المشينة ويقف متهاوناً أو حتى عاجزاً عن الابلاغ ويكتفي بالقول وانا مالي او بالقول ماراح اسهم في الاصلاح او لن يسمعني احد او ما في معية تلك العبارات المتخاذلة التي لاتنم الا عن ضعف وضمور في الصدق والمواطنة والولاء لهذا الوطن ولقيادته الكريمة ولعل مايحدث في بعض المشاريع من تخاذل في التنفيذ حسب المواصفات او تحايل في تنفيذ العقود والمواصفات من خلال الاساليب الملتوية كالعقود الباطنة أوتزييف الارقام والتحايل على زمن التنفيذ يجعلنا نصحو جميعا لنقول لكل مفسد قف فالوطن لنا جميعا وكلنا ضدك ولعل من يمارس الالتفاف على أوامر اولياء امرنا والتخاذل في تنفيذها يدفع بنا جميعا لان نقول له قف فالوطن للجميع وكلنا ضدك ولعل من يمارس اساليب الغش التجاري اوالمبالغة في رفع الاسعار دون مبرر او التحايل على ازمان الانتهاء او تزييف بلد الصناعة او ماشابه ذلك يدفعنا جميعا ان نقف فنقول كلنا ضدك والوطن للجميع ولعل من يمارس حمل الشعارات الكاذبة لسرقة الاموال والتعدى على حقوق الغير نقول له قف فالوطن للجميع وكلنا ضدك ولعل من توكل اليه مهمة من ولي الامر فيقصر في تنفيذها أو يمارس بناء المجد الشخصي له ومحاولة فرض قوة سلطته الموكلة اليه للإخلال بمشاريع الدولة وتنفيذها او التقتير على دعمها نقول له ايضا قف فالوطن للجميع وكلنا ضدك لذا علينا جميعا ان نحمل شعار (نسمع ونرى ونتكلم) والله من وراء القصد.