ربما شعر كثر مثلي مساء أمس بدوخة (ريموتية) وهم يتقلبون بين القنوات الناقلة لمباريات دوري زين لملاحقتها ، وكأن لجنة المسابقات تدخلنا سباق (اللهم طولك يا روح) لمتابعة (5) مباريات مثيرة بعد أن اكتفت مساء أمس الأول بمباراتين في الجدولة ، وعجبي. الشاهد أنني لم استطع كمشاهد أو إعلامي أخذ جرعة كافية من الإثارة التي شهدتها المباريات ، بعد أن اكتفيت بمشاهد مواجهات الشباب والاتحاد والأهلي أمام الفتح وهجر والوحدة بشكل متقطع ، ولمحات من مباراة الرائد ونجران أمام التعاون والاتفاق. الفتح بكل صراحة أذل عنفوان الشباب على طريقة ما يفل الحديد سوى الحديد ، لينتزع منه المستوى والنتيجة والصدارة برباعية. منذ عدة مواسم لم يجرؤ فريق على هز شباك الشباب بذلك الكم من الأهداف ، عرف من أين تؤكل كتف هذا الليث الثائر هجومياً هذا الموسم ، ولقن مدربه الأبرز في الساحة درساً لن ينساه ، فقراءة المدرب العربي فتحي الجبال أثبتت صوابها : تغدى بالشباب قبل أن يتعشى به برودوم ونجومه. فالدفاع مليء بالثغرات ، مزيد من الضغط عليه يكشفه خاصة عندما تعزل مساعده الوسط عليه ، اليوم (النموذجي) يتصدر عن جدارة واضعاً نفسه تحت الأنظار وسباق المسافات الطويلة الذي يكفي له بنك احتياط أقل من مستوى الأساسيين. الاتحاد في الإحساء قاده كانيدا بما كان من المفترض ك (طريقة) بعد رضوخه ل(منطق) الاعتراضات الإدارية والجماهيرية باللعب برأس حربة صريح (نايف هزازي) وتعزيزه تالياً (بفوزي عبدالغني)، فكانت السطوة الفنية صفراء وسوداء ، وإن كان الفريق لا زال في حاجة إلى معالجة تباعد صفوفه ، ودقة التمرير ، والثغرات الدفاعية. الأهلي كان أكثر هدوءاً أمام الوحدة بعد استيعاب أن الاندفاع الهجومي الأرعن كما في مباراة هجر ليس عملاً صائباً بعد خسارته بالتعادل ، فأمن النتيجة بهدفين مبكرين ثم قاد المباراة كما يشتهي مدربه ، لكن يظل الفريق الأهلاوي في حاجة إلى مزيد من المباريات لاستعادة عافيته الفنية مقارنة بالموسم الماضي بسبب سوء إعداده هذا الموسم لعدم تكامل عناصره. أصدقكم القول وبعد (5) جولات من الدوري .. ان كل التحليلات والتوقعات التي سبقت انطلاقته بالبلدي : (من جنبها)، فالفوارق الفنية بين الفرق متقاربة وكذلك النقاط ، في سابقة لم تحدث منذ (3) مواسم ، فعلاً مجنون يا دورينا.