جاءت مباراة الكلاسيكو التي جمعت الاتحاد والهلال بوصفها آخر مباريات الدور الأول من دوري زين للمحترفين بمنزلة (قفلة) جيدة جداً للنصف الأول من المسابقة، التي تأرجح مستوى مبارياتها، وتفاوت العطاء في لقاءاتها، وكانت المباريات ذات النكهة والمتعة الرياضية والأفعال الكروية الجميلة والمنتظرة محدودة جداً ومعدودة على الأصابع. وبالإجماع فقد استمتع الجميع بالمباراة وبالإثارة التي كانت عليها وتبادل السيطرة على مجرياتها من الجانبين وتفنن اللاعبون، خاصة المهاجمين، في إهدار الفرص.. كانت بالفعل مباراة للفرجة. ساهمت أمور مختلفة في ظروف المباراة وفي خروجها بالمستوى المشرف الذي جاءت عليه وارتقائها من حيث الأداء والأفعال والروح والتنافس القوي بين اللاعبين حتى الصفارة الأخيرة، وهي ظروف تختلف من فريق لآخر، إلا أن أهم ما تُحمد له الظروف التي أقيمت فيها أنها كانت (مؤجَّلة) فجدولت وحيدة دون مباريات أخرى في يومها، تؤثر في المتابعة والإقبال والمساحة والحضور الإعلامي، وهو أمر أكدناه مراراً في كثير من الطروحات لأهمية منح المباريات الكبيرة والجماهيرية مساحة واستقلالية وانفراداً حتى تستوعب وتشاهَد وتتابَع من الجميع، وتأخذ وضعها المفروض، رغم أن أياً من الفريقين لم يحقق مبتغاة من المباراة؛ فالهلال لم ينجح في اعتلاء الترتيب وخطف الصدارة من الشباب والفوز بلقب الشتاء، وهو ما كان يحققه له نقاط المباراة الثلاث، وهو لم ينجح أيضاً في كسر التفوق الاتحادي عليه في مواجهات المواسم الأخيرة في مختلف البطولات، والاتحاد لم ينجح في الحصول على نقاط المباراة؛ ليعلن إمكانية العودة وقدرة المنافسة على المراكز الأولى؛ فهو لم يخرج من لقاءاته مع فرق المقدمة سوى بنقطتين من تعادله مع الشباب والهلال من مجموع اثنتي عشرة نقطة؛ إذ خسر أمام الاتفاق والأهلي، وقد لا يفعل الاتحاد مع الكبار هذا الموسم غير التأثير في مواقعهم وتحديد المراكز التي يحتلونها من خلال نتائجه معهم، أما المنافسة على لقب الدوري فقد انتهت عملياً، وإذا حقق نتائج جيدة فحتماً سيخدم غيره. كلام مشفر - إذا كانت المباراة على المستطيل الأخضر جاءت للمتعة والفرجة، وكانت مباراة رياضية من الفريقين، رغم موجة الخشونة الزائدة التي لعب بها بعض اللاعبين، خاصة في الجانب الاتحادي، فإنه كان فيها أيضاً جانب مقيت ومسيء وخادش جداً. - ذلك هو جانب (الهتاف) الذي صدر من مدرجات الهلال، عند الدقيقة الخامسة والسبعين واثنتين وعشرين ثانية، وكل من لم يتنبه لأصوات الهتاف أثناء صدوره تسنى له الاستماع إليه والتأكد منه بوضوح عند مشاهدته إعادة المباراة. - هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا الهتاف العنصري من المدرجات الزرقاء ضد لاعبي الاتحاد تحديداً، وهو ما لا تفسير له، وما يجب أن يتم التعامل معه بحزم وقوة من غير تبرير أو مهادنة؛ فهل تواصل لجنة الانضباط الصمت؟ - كل ما تبقى للفريق الاتحادي في مسابقة دوري زين للمحترفين هذا الموسم هو التأثير في نتائج الكبار والمنافسة على تحقيق أحد المركزين الثالث والرابع، ذلك كل ما يمكن أن يدركه هذا الموسم، بعد أن فرط مبكراً في النقاط، وذلك أمر لا يحقق أدنى طموحات الجماهير الاتحادية. - سيكون الأمر صعباً للغاية على جماهير العميد أن يكون موسم فريقها أبيض للعام الثالث على التوالي، دون أن يشفع للفريق كل ما قام به والتغييرات التي حدثت، والتي تم فيها تصفية الأسماء الوطنية في الجهازين الإداري والفني. - المستويات والنتائج تثبت أن الخلل سيبقى قائماً ما لم تتغير القناعات، بدليل مستويات الفريق خلال السنوات الخمس الأخيرة أمام الهلال، حيث تصبح مباراته (مباراة العام) للاعبين يختفون قبلها وبعدها بشكل واضح ومبرر؛ فللسن أحكام. - بعض القناعات في المباراة والتغييرات التي حدثت في صفوف الاتحاد لا يمكن أن تكون قناعة المدرب الجديد (كيك) بل من الواضح أنها قناعات ممررة، سواء أكانت إدارية أو فنية، هل يعقل أن يكون سبعة من الأسماء في القائمة من أصحاب القدم اليسرى؟! - منذ خمس سنوات والاتحاد في كل موسم يغيّر مدربه في منتصف المسافة، وتتكرر الوعود مع كل تغيير، ثم تذهب أدراج الرياح، ويعود الفريق إلى نقطة الصفر، على الأقل دعوا المدرب يعمل بعيداً ومن غير قناعاتكم؛ فقد يكون أكثر قوة وجرأة وشجاعة وحرصاً على تاريخه وبحثاً عن مصلحة نجاح له وللفريق.