وقّع باراك أوباما نهاية يوليو الماضي على قانون تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل ، كما أعلن عن مساعدات عسكرية بقيمة 70 مليون دولار لدعم مشروع الدرع الصاروخي الاسرائيلي (القبة الحديدية). وهو نظام صاروخي دفاعي متحرك مهمته اعتراض أي هجوم صاروخي على اسرائيل ، شاركت أمريكا من قبل فيه بمبلغ يتجاوز ال200 مليون دولار. قيمة صاروخ الاعتراض الواحد بحسب صحيفة هآريتس الاسرائيلية لا يقل عن 62 ألف دولار ، وتبلغ قيمة الواحدة من بطارياته عشرات الملايين من الدولارات. وبهذا ستظل أمريكا ملتزمة بتمويل نظام القبة الحديدية من خلال مثل هذه التشريعات والقوانين التي وقع باراك أوباما على أحدها. في اليوم التالي لقرابين أوباما السبعين ، أعلن منافسه رومني أثناء زيارته لإسرائيل أن القدس هي عاصمة دولة اسرائيل الشرعية ، وأيد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس! جاء ذلك خلال تصريحات عنصرية ممجدة لإسرائيل تمثلت في قوله : يعود الفضل لإنجازات إسرائيل إلى (تفوقها الثقافي) ويد العناية الإلهية! مما أثار الكثير من السخط على رومني حتى أن راشيل شابي الكاتبة اليهودية من أصول عراقية عنوَنت مقالها في صحيفة الجارديان بعنوان : ميت رومني يهين العالم في جولته! في إشارة إلى ما قاله حول تفوق إسرائيل الثقافي. غير أنه وعلى الرغم من حج رومني وقرابين أوباما لإسرائيل ، إلا أن غالبية يهود أمريكا الذين لا تتجاوز نسبتهم 2% ، هم من الحزب الديمقراطي وعلى الأرجح أن ما لا يقل عن 60% منهم سيصوتون لصالح باراك أوباما بحسب ما صرح به مؤخرا بول شام مدير معهد غيلدنهورن للدراسات الإسرائيلية. إذن فمسألة التقارب الأمريكي الإسرائيلي إن لم تؤثر كثيرا في كسب الأصوات اليهودية الأمريكية فإنها لا تتعدى كونها تقاربا انتهازيا روتينيا . فإسرائيل تنتهز حاجة المرشحين الجمهوري والديمقراطي إلى دعم مادي ومعنوي في حملاتهم الانتخابية وإلى الفوز ببعض الأصوات اليهودية المترددة في بعض الولايات ، بالإضافة إلى كسب ود اللوبي الصهيوني المهيمن على مؤسسات إعلامية كبرى والمؤثر على قوى نافذة في أمريكا. هذا الدعم الصهيوني لا يمكن أن يحل محله أي دعم عربي بديل ، فأمريكا ترى في إسرائيل الديمقراطية الوحيدة القوية في المنطقة ، والأهم من ذلك أنها الأقرب إليها سوسيولوجيًا وأيدلوجيًا. على الجانب الآخر فإن إسرائيل تستفيد من اللهاث الانتخابي الأمريكي بتلقي ضمانات عالية على أهمية وأولوية أمنها القومي بالنسبة لأمريكا ، وربما في هذه المرة تحصل اسرائيل على ضوء أخضر ودعم لوجستي في حال قررت إسرائيل ضرب إيران. والفيتو الأمريكي أمام أي قرار ضد اسرائيل في الأممالمتحدة سيكون حينها على رأس قائمة هذا الدعم.