يا من جزع من المصيبة حين حلت ، أحرص على كيفية زوالها واجتهد على ذلك ، واصبر وصابر ، وتوكل على الوهاب ، ولا تقول لن أستطيع ، ولكن أفعل كل ما تستطيع فعله وأستعن بالله. ليست السعادة مال وعيال ، ولا منزل فارة ، وأمامه حديقة خضراء وعن يمينه مسبح ، وعن شماله شبح ، بل السعادة ، حق ، ومبدأ ، وعمل ، وانجاز. أن ما تبعثه النفس من أفكار هي ما نتعايش معه حتى لو كانت أوهاماً ، فنظرتك للحياة هي طريقة التفكير والتصوير داخل عقلك ، فقد تحزن من أمر لأنك تراه محزناً ، مع العلم أنهُ ليسَ كذلك ، لكن أنت من صوره بهذه الصورة ، لذلك قيل حياتك من صنع أفكارك. لا تشغل نفسك بالماضي ولا ترهق عقلك بالتفكير فيه ، أبدأ بيومك وأنظر إلى الأمام ، وخذ العبرة من ما مضى. لا ترهق نفسك بالمستقبل فهو في علم الغيب ولكن خطط له وأشرع في العمل به ، وأترك الباقي على الله. لا تقلق مِن منّ ينقدك ، ولكن أنصت له لكي تعرف إن كان يريد مصلحتك أو لا ، وتذكر دائماً أن النقد يساوي قيمتك. الراحة والفرح والاطمئنان ، مرتبطة بذكر الله ، يقول سبحانه ((إلا بذكر الله تطمئن القلوب)). أعمل الخير ولا تنتظر الجزاء ، وأعلم أنه لن يرضى عنك الجميع مهما تفعل. فكر في نعم الله عليك وأحمده وأشكره عليها ، فدوامها مرتبط بذلك. لا تجعل أبسط الأمور ، تقضي عليك ، تسلح بالأمل بعد التوكل على الله. أعمل وأجتهد وحاول أن تملئ وقت الفراغ بالمفيد. قد يصدق الإنسان من يكذب عليه مره أو مرتين أو ثلاث ولكن لا يصدق من يكذب عليه دائماً مثل الإعلام. لا تجادل في من يكون الأفضل فوجهات النظر مختلفة والناس لا تُجمع على فرد . إنهم لم يجمعوا على الله ، فهناك الملحد وهناك المشرك وهناك الموحد . يقول تعالى ((ولا يزالون مختلفين)). إذا اشتد الحبل انقطع ، وإذا أظلم الليل أنقشع ، وبعد العسر يسر ، وبعد الضيق فرج ، أحسن الظن ، ودع القلق ، وابتسم. لا تحزن ، فإن الأيام ماشيه ، والأقلام كاتبه ، ويأتي الصبح بعد الليل ، ويعتدل الحال بعد الميل ، وغداً سوف يزيد عمرك يوماً . فهون عليك وذكر الله .