الصورة الذهنية التي ارتسمت عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشكلت عبر عقود من الزمن وبتأثير أطراف عدة يأتي في مقدمتها إدارة جهاز الهيئة نفسه .. هذه الإدارة التي عبّر عنها معالي الرئيس العام الشيخ عبداللطيف آل الشيخ بعبارة (لكل شيخ خطبة) خلال زيارته ل (الجزيرة) الأسبوع الفائت.. في إشارة إلى أن لكل رئيس يتولى قيادة هذا الجهاز سياسة معينة يتبعها في الإدارة .. وفي إشارة أهم وهي أن له سياسته الخاصة في تحريك اتجاهات هذا الجهاز الحساس.. لقاء معالي الرئيس متاح للجميع عبر موقع (الجزيرة) الإلكتروني .. لهذا لن أعيد نشر المنشور .. ما يعنيني هنا هو الانطباع الإيجابي العام عن الهيئة منذ أن تولى معالي الشيخ عبداللطيف رئاسته .. وهو ذات الانطباع الذي تشكل لدي ولدى الكثير من الزملاء والزميلات بعد ذلك اللقاء.. في الواقع يتأكد مدى الأفق الإيجابي الذي يتجه نحوه هذا الجهاز من خلال رؤية تسامحية عالية يتبناها الرئيس الجديد إدارياً وميدانياً .. على العكس مما كان عليه في السابق من حيث تبني خطاب الغلظة والشدة التي قادت في نهاية المطاف إلى خلق أزمة كبيرة وتصادمات عنيفة عاناها الجهاز والجمهور لسنوات طويلة.. في معرض الكتاب مثلاً -وهو ما أشرت إليه في سؤالي خلال اللقاء- كانت صدامات الهيئة مع الزوار ومع عدد من المشاهير والمثقفين والإعلاميين .. تتصدر الصفحات الأولى للصحف .. في هذا العام أي في الدورة الأخيرة للمعرض وبعد أن تولى معالي الشيخ آل الشيخ رئاسة جهاز الهيئة تغيرت الصورة جذرياً .. وللأمانة فقد كان مكتب الهيئة برئاسة الدكتور أحمد السعيد ومساعده الأستاذ خالد الحميد .. صفحة جديدة ومشرقة في مسيرة الهيئة ضمن مشاركاتها في المعرض .. ولعل الهيئة تتجه نحو تعميم التجربة والاستفادة منها في أعمالها الميدانية الجماهيرية والتي أتصور أنها لن تكون بذات الحساسية بالنظر إلى حجم الجمهور وتعدد أطيافه واتجاهاته.. أمنية صادقة لهذا الجهاز الوطني المهم بأن يقوم بدروه الحضاري والشرعي وفق أطر وتعاليم ديننا الإسلامي السمح .. وأن يفتح نافذة جديدة نحو التصالح والبناء الرشيد .. بقيادة معالي الرئيس الشيخ عبداللطيف آل الشيخ..