جميل أن تقترن المسؤولية بالعلم وهذا سمو الأمير عبدالله بن مساعد رئيس فريق عمل دراسة التخصيص وتطوير الاستثمار الرياضي يصرح خلال محاضرته بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية بأن هناك عقبتين تقفان أمام الخصخصة في الأندية وهي ندرة الكوادر الوطنية المتفرغة والفساد. فأما الفساد فهو واضح في المشهد الرياضي فلمعظم الأندية الرياضية (حسابان ماليان مختلفان) وربما أكثر ، أحدهما ينبئ عما تم صرفه على رياضة القدم والرأس والآخر يختبئ في مكاتب بعض الناس كل هذا يجري بمنتهى الدقة والإحساس ، كما أن الاحتراف ولوائحه وتطبيقاته الفجة قد ساهم في تفشي ممارسات الفساد مثل مقدمات عقود وسمسرة فوق وتحت وبجنب الطاولة وألبس الكثير من تلك الممارسات ثيابا قانونية ناهيك عما يتم فعلا وعملا من شراء ذمم من البعض لمصلحة فريقهم. وهنا يجب أن تلتفت هيئة مكافحة الفساد لذلك وأن تبدأ بالحفر والتنقيب في الأضابير المالية للأندية ولعلها تجد شهادات من إدارات لاحقة على أخرى سابقة أو العكس ، ولعل الهيئة بذلك تحقق العدل فيما مضى وتضع أساسا قانونيا وتنظيميا لما هو آت ، كما أن رشاوى اللاعبين يجب التعامل معها ومن خلال القنوات الرسمية ولنا في الدوري الإيطالي أسوة حسنة. أما عقبة ندرة الكوادر فلعل الأمير لا يعلم بأن هناك حاليا ما يزيد على (60) عالما ومتخصصا أكاديميا سعوديا حاز بعضهم على أعلى الرتب العلمية (Professor) في مجال الرياضة وعلومها يقبعون خلف مكاتبهم في الجامعات السعودية وقرابة (300) من المتخصصين السعوديين بدرجة الماجستير في فروع المعرفة الرياضية وآلاف من حملة البكالوريوس لم يجدوا من يستفيد منهم سوى البعض وعلى مضض. كما أوضح الأمير في محاضرته أن الاجتماع القادم للجنة سيكون في اسطنبول لمناقشة (100) نقطة وأنه من الضروري الاستعانة بالخبرات الأجنبية لتطوير كرة القدم السعودية ، وهنا أقول إنه فعل صحيح وسليم ولكن من الواجب الاستعانة بالكوادر السعودية الوطنية لتنفيذ سياسات تطوير كرة القدم وغيرها وأن يتم نقل الخبرة للداخل بدلا من تكرار التاريخ لنفسه والاستعانة بالخارج وقتيا. إن عدم القيام بذلك يعني المساهمة في عدم تهيئة الكوادر الوطنية والاستعانة بها ، وهذا جزء مما أوصت به لجنة دراسة وتطوير الوضع الرياضي والشبابي في المملكة في توصياتها النهائية؟ تغريدة : الضمير صوت هادئ ... يخبرك بأن أحدا ينظر إليك.