قد نكون اكتفينا في أوقات سابقة بممارسة دور الناقد لعمل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم .. غضبنا تهكمنا وضحكنا على عمل غيرنا ونسينا في خضم ذلك إكمال عقود نقدنا بتقديم الحلول كواجب على كل منتمٍ. البحث عن الحلول وتقديم الأراء عبارة جاء على ذكرها الأمير نواف في اجتماعه الأخير حول اللجان . لم يطلب ذلك فقط بل تعدى إلى الأمر بجمعها وفرز المفيد منها حرصا على دفع الجمهور الرياضي والإعلامي إلى الإيمان بقضيته المتمثلة في رغبة الشاب الجادة في التغيير. والحقيقة أن مسألة التغيير والتطوير لا تأتي من خلال العمل الجماعي كما يظن الكثيرون فنحن نتفق على أننا لو أسندنا عملا لمجموعه تؤمن بأهمية العمل الجماعي كفريق ولكنهم لا يحملون الفكر فحتما سيفشلون وفي المقابل لو كلفنا مجموعة أخرى من المؤهلين (فكريا) بعمل ما فإنهم حتما سينجحون دون أن نبحث حتى عن حبهم لجماعية العمل كفريق لأن ثقافتهم ستقودهم لذلك تلقائيا. إذا نحن نتفق على أن أهم لبنة في بناء عمل رياضي ناجح تبدأ من الاختيار الصحيح (للفرد) المؤهل تأهيلا ثقافيا وتخصصيا ونفسيا (بعيدا عن أمراض الإنتماءات للأندية) وتنتهي باختيار التواقيت والمواقع المناسبة لإقحام هذه الكوادر وإطلاق الصلاحيات في أيديها. وعليه فالأمير المنفتح يبحث عمن يقول إن التغيير المنشود على مستوى اللجان لن يكون بتحريك الكراسي فقط كما وأن البعد عن الازدواجية وبرغم أهمية الخطوة لا يفي بالغرض كإجراء وحيد بل يتحقق الهدف بتغيير الفكر جذريا من خلال إقحام الاحتراف الجزئي على رئاسة اللجان عن طريق الاستعانه بالخبرات الأجنبية في هذه المناصب (كيا) وعلاج أخير . علاج أجزم أنه لو أذاب جليد أزمة الثقة والترصد فقط لكان كافيا ليوصف بالنجاعة. ولعل ما يساندنا في إجراء كهذا عقودا طويلة لم نجن فيها من عملية التدوير المحلية إلا الفشل بعيدا عن أية نقلة نوعية في عمل اللجان الأمر المتوقع حدوثه مستقبلا في حال تكرار التجربة فمن فشل في هذه اللجنة لن ينزل عليه الوحي لينجح في تلك. هناك قناعة لدى الأمير بالقصور في أكثر من جهة ومع أن لجنة التحكيم كمثل حي على هذا القصور أفلت مؤقتا بعد تعيين (المهنا) من التغيير الحقيقي والمنشود الذي كنا نبحث عنه إعلاميا برغم مطالبة البعض بفكر إداري لا علاقة له بالتحكيم وآخرين يمنون النفس برئيس أجنبي لا يعرف ألوان أنديتنا ولا حتى أسماءها. إلا أننا نجد أنفسنا ملزمين أخلاقيا بدعم رئيسها كفرصه أخيره قد لا تتكرر شريطة أن يدعم هو نفسه بل ومجبرين على مضض أن نتعايش مع عملية التغيير التي كنا نتوقعها تطال لون البشرة والشعر. ومع أني أجزم بأنه لن يكون هناك جديد لدي هذه اللجنة تحديدا كون الأسماء هي ذات الأسماء والأدوات هي ذات الأدوات التي سيعتمد عليها الرجل كمن سبقوه إلا اني أرى أن بيده بعض الكروت التي يستطيع أن يلعبها والتي تتمثل في ذكاء التصريحات والبعد عن الشللية والمحاباة لبعض الحكام (فالحكم اللي تكسب به إلعب به) مثل لو حفظه من قبل المهنا لما آلت إليه الرئاسة. ولأن الحديث عن التحكيم ولجنته (تطويرا) حديث ساعة فإن قرار الأمير نواف وتصريح الأمير خالد الذي لا ينطق إلا حينما لا يكون الصمت حكمة هما خلاصة أسبوع من النشر والعمل الجدي باتجاة التصحيح. قرار وتصريح يؤكدان أن الإعلام الأهلاوي لم يكن يهذي بما لا يعلم ولم يكن مترصدا وباحثا عن تصفية حسابات بل كان يشير إلى وقائع بل ويؤكدان أن الأقلام الأهلاوية صاحبة فكر قيادي يرى فيه المسؤول مؤشرا حقيقيا لاستشفاف مكامن الألم في حركتنا الرياضية ولا عزاء لمن يقذفها بالضعف في زمن تنادي فيه الأقلام الأهلاوية الحرة (هل من منازل ..؟) فلا ترى غير رؤوس المختبئين خلف الجدر.