اختلف الكثيرون حول طريقة وهدف حل الاتحاد السعودي لكرة القدم ، وبغض النظر عن ذلك فإن الرسالة واضحة لكل رئيس اتحاد رياضي في الوطن (عدا اتحادي الفروسية وألعاب القوى) بأن يقدم استقالة إدارته بناء على كشف نتائج الاتحاد الذي ترأسه خلال الفترة الماضية. نعلم جميعا أن أولمبياد (لندن 2012) على الأبواب ، ونعلم أن جاهزية اتحاداتنا تلامس الحضيض ، ونعلم أنه لن تحدث معجزات رياضية لنا فزمن المعجزات قد ولى ناهيك عن أن المعجزات الرياضية والتي قد نملك مواهبها لكننا لا نملك علم وخبرة صقلها وتقديمها للعالم. معظم إن لم يكن جميع رؤساء اتحاداتنا الرياضية الوطنية غرباء عن رياضة اتحاداتهم ، وعندما يصعد اتحاد لعبة ليلعب في كأس العالم مثلا بعد هزيمة وتعادل ومستوى مكرور من سنوات سابقة تتعالى أصوات الدخلاء لتمكين الغرباء من الأثرياء في القطاع الخاص أن يتبوأوا رئاسة تلك الاتحادات. توالت البيانات والمؤتمرات الإعلامية في الفترة الأخيرة لتعلن عن شح حاد في الموارد المالية للرئاسة العامة ومناشطها ، يقابل ذلك وجود فريق عمل دراسة التخصيص والاستثمار في الرئاسة ويختلط بذلك كله لغط حاصل منذ فترة حول مداخيل دوري زين لكرة القدم وحقوق النقل والراعي الرسمي للدوري وغير ذلك كثير. لم يكن هناك من جهد يذكر لحكومات دول المغرب العربي في إبراز أبطال العالم في ألعاب القوى في تلك الديار بل يعود الفضل حتما وجزما لشركات الرعاية الأوروبية ولعلم الانتقاء الرياضي وثاقب نظر المخطط الذي تبنى تلك الأسماء المغمورة فحصدت الذهب وأورثت الذهب وتبوأت مناصب الذهب في بلادها فأصبحت على قمم وزارات الرياضة والشباب. نحن نعيش بالتأكيد في دولة غنية ولها مواردها المالية الضخمة وإن كانت وزارة المال في وطننا لا ترى في الرياضة وشبابها مجالات للصرف والإنفاق عليها فليس الحل بأن يتم قذف تلك الاتحادات في أيدي القطاع الخاص لتصبح إحدى المؤسسات التابعة لهم ونعيش عهد إقطاع رياضي مبتكر! وها هو المنتدى الاقتصادي الدولي العالمي الكوني في مدينة جدة ينام ملء جفنيه عن مناقشة الاستثمار في المجال الرياضي ، ولعلنا في مثل هذه المنتديات نهتم بمشاكل وديون اليونان واتحادها الأوروبي فذلك دلالة وجاهة وملاءة لمنتداهم! الحل يكمن في وجود الرعاية الرسمية للراغبين من داخل وخارج الوطن بعد الإعلان عن ذلك وتسويق الفكرة وفق عقود واضحة ومحددة خصوصا فيما يختص بالراعي وطبيعة نشاطه وما يتم الإعلان عنه وبما لا يتنافى مع معتقد وخلق المجتمع مثلنا مثل بقية دول العالم، أما تسليم الجمل بما حمل فأمر لا يحتمل وهذا تقصير من اللجنة الأولمبية السعودية ومن الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ومن الواجب دراسة الفكرة بجدية والخلوص لخطة عمل والاستعانة بشركات مختصة في تسويق الرعاية في كل العالم حتى نخرج من عذر التمويل لنرى إن كنا نستطيع المشاركة -ناهيك عن المنافسة- مرة أخرى أو أننا سنستنسخ عذرا جديدا يستهلكنا ما بقي من العمر. تغريدة : يقول المثل الروسي : تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع..