من المسلم فيه أن النقد الساخر يعد من أهم فنون النقد وأبلغها في التأثير والوصول إلى المتلقي والمسؤول في آن واحد ولأنه كذلك اتخذه كبار الكتاب على المستوى العالمي والعربي والمحلي منهجاً لهم وعن طريقه عولجت أخطاء عدة تفاوتت في أهميتها ولكنها في النهاية عولجت وكان السبب الرئيسي في علاجها هو ذلك النقد الساخر. ما جرني لكتابة تلك المقدمة هو الهجوم غير المبرر الذي طال بعض النقاد الرياضيين المميزين من زملاء المهنة واتهامهم بالسطحية والالتفات للقشور لمجرد أنهم لم يرضوا بمحصلات ومخرجات ونتائج لا تليق برياضتنا ووقفوا ضدها بشجاعة واحترام في الوقت الذي طبطب فيه قوم (سم طال عمرك)، و(الرأي رأيك)، و(انتم الأفضل في كل الأحوال) على أكتاف من خذلونا وخذلوا سمعة رياضتنا بنتائج وممارسات لا تتناسب على الإطلاق مع الملايين التي تصرف على الرياضة السعودية ويعلن عنها بين الموسم والآخر. الانقياء في نقدهم تهكموا على تصرف إداريي منتخب وطني لم يمتلكوا طاقم ملابس بديلا في بطولة خارجية واضطروا لاستخدام (الشطرطون) في محاولة لعلاج المشكلة. وعلقوا كثيراً على تلك المسألة بتكرار كلمة (الشطرطون) في أطروحاتهم وبالطبع لم يكن المقصود (الشطرطون) بحد ذاته بقدر ما اسقطوا على مخرجات اتحادات ولجنة أولمبية إن على المستوى الإداري أو الفني أو حتى النتائجي. (قوم الطبطة) لم يعجبهم الطرح وربما أوجعهم رغم أنه لم يمسهم تحديداً بل لم يمس أشخاصاً على الإطلاق وإنما أتى على شكل نقد ساخر وحاد لأفعال وتصرفات ونتائج لا يرضاها مواطن غيور على رياضة بلده؛ ولأنه لم يعجبهم اتهموا المنتقدين بالسطحية والاهتمام بالقشور، وليت هؤلاء توقفوا عند ذلك بل راحوا يطالبون النقاد بكف أقلامهم عن رؤوس الأهرام الرياضية وتوجيهها لمن هم تحتها من (الغلابة)، وهم والقريبون من اتحاداتنا الرياضية أكثر من يعلم نواحي القصور التي لا طاقة (للغلابة) في تعديلها كما يعلمون جيداً حجم الشكاوى والمطالبات بتعديل الأوضاع التي تصدر من الرياضيين وحتى من بعض العاملين في تلك الاتحادات..!!؛ وإذا لم ينتقد عمل من هم على رأس الهرم ومن يملكون الحل والربط في اتحاداتهم وإذا لم تنتقد اللجنة الأولمبية وتوجهاتها في الصرف والمتابعة لتعديل أوضاع الرياضة السعودية المتردية وتطويرها فمن الطبيعي أن نصل إلى مرحلة البحث بيأس عن نصف فرصة من أجل عدم الخروج من التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل لأول مرة منذ 34 عاماً (1978)، ومن الطبيعي أن نقبع في المركز الأخير في دورة الألعاب الخليجية والمركز الخامس في دورة الألعاب العربية (70 بالمائة من الميداليات بجهد شخصي)، ومن الطبيعي أن تسبقنا دول ميزانية اتحاداتها أجمع لا توازي ميزانية اتحاد واحد من اتحاداتنا السعودية الموقرة. أخيراً أتمنى أن لا يكون صقرنا الأولمبي قد تحول إلى (طير داجن) مع كثرة الطبطبة عليه وبالتالي يصعب عليه التحليق نحو لندن في الأولمبياد المقبل كما أتمنى أن لا يتوقف الشرفاء من نقادنا الرياضيين عن تسليط أقلامهم على كل ما من شأنه الإساءة لرياضة الوطن والتقليل من قدرات أبنائه.