أعلنت البنوك (المصارف) السعودية عن صافي ارباحها للربع الأخير من العام الفارط (2011م) والتي تجاوزت في بعض البنوك ، كما قال أحد الاقتصاديين والمتابعين للشأن البنكي (المصرفي) نصف رأس المال!! وبحسب رأي الاقتصادي وآخرين معه ممن جاؤوا على ذكر هذه الارباح في مختلف الصفحات الاقتصادية في صحفنا .. أن ما تحقق لهذه البنوك من عوائد ربحية لا نظير لها في العالم الحرّ وغير الحرّ ولكن هذه البنوك تحصل على أعلى نسب العمولة (الفائدة) على القروض الاستهلاكية الفردية ناهيك عن القروض التجارية وليس لها دور فاعل وملموس ومجسّد على أرض الواقع فيما عدا مشاركات محدودة تحت عنوان المسؤولية الاجتماعية من قبيل رعاية بعض المناشط او دعم بعض الجهات من أجل الحصول على هالة إعلامية وذرّ الرماد في العيون!! ونتساءل : أين البنوك من القيام بمشروعات حيوية كبرى ، كبناء المستشفيات المتخصصة ودور الرعاية الاجتماعية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة والمدارس الخاصة والكليات الاهلية؟. حاولت البحث في أرشيف الذاكرة عن مساهمة أي بنك في بناء مراكز غسيل كُلى في أي مدينة بعيدة كانت أو قريبة الا ان عملية البحث لم تجد ما يذكر فيشكر ، نعلم جميعا ان بنوكنا المعدودة لا تتجاوز (11 بنكاً) تحتكر السوق الهائل ولا تجد منافسة شديدة تجعلها ترتقي بخدماتها وتعظم من مشاركاتهما في حياة الناس. يؤمل أن يبادر مجلس الشورى إلى استصدار قرار يلزم مؤسسة النقد بتحرير السوق المصرفي بالكامل فليس من المعقول ان اكبر اقتصاد في العالم العربي (وفي الشرق الاوسط) تخدمه (10) بنوك فقط كما يؤمل ان تلزم البنوك بدفع ما لا يقل عن 2.5% من صافي الارباح إلى صندوق متخصص يعمل على تنميتها بالاستثمار واستخدامها في معالجة واشباع احتياجات المجتمعات المحلية!! وعلى غرار البنوك المحلية هناك شركات الاتصالات الثلاث التي تحتكر السوق هي الاخرى ولم نسمع انها قدمت أو قامت بردّ بعض الجميل للمجتمع الذي تجني منه ارباحها علماً بأن شركتين من الثلاث لهما مناشط واعمال اجتماعية وانسانية في دول الجوار لكن لا تقومان بذات العمل في المملكة لتراخي الانظمة وعدم وجود ما يلزمهما بالنهوض بالمسؤولية الاجتماعية التي يتعيّن القيام بها .. إلى اللقاء. * ضوء : الحق يعلو ولا يعلى عليه