لا يظن عاقل أن الإعلام الرياضي الحالي هو إعلام مرحلة الخصخصة وثقافتها فهو إعلام متهالك بمعظم شخوصه ، متقادم بمجمل أدواته، شخصي وذاتي في فكره وتعاطيه مع الأحداث ، متخم بالانتماء الأعمى والإقصاء المتنامي. إعلامنا الحالي هو إعلام الأندية وتحديدا كرة القدم ، ومعظم وأغلبية من يتعاطى في هذا المجال يلونون كلماتهم بلون ناديهم وكذلك فكرهم ، وينعشون روائح حروفهم بعبارات المشجعين لناديهم في استجداء ساذج للعواطف وشحن للمشاعر وكما قال رئيس تحرير سابق بأنه يعتمد الإثارة في صحيفته الرياضية أيا كانت وجهتها وضربتها طمعا في التوزيع!! وإذا كانت هناك خطوات جدية وحقيقية للخصخصة والتخصيص فإن تأهيل الإعلام الرياضي الحالي مطلب حقيقي ، وتهيئة إعلام رياضي احترافي مهم والتخطيط المبكر لكل ذلك أساس وضمان لنجاح تخصيص الأندية ، وهذا ما كتبت عنه في مقالات سابقة حول العمل بالتوازي في كثير من مفاصل مرحلة التخصيص والتي يعتقد البعض واهما أنها تعني فقط تخصيص النادي وتحديدا كرة القدم ويتناسى جهلا أن الحكم والمشجع والملعب والإداري وأعضاء الشرف والإعلام المحترف هم مفاصل التخصيص ولا بد من إعادة تكوين أطرهم وتهيئة طرائق تفكيرهم لتقبل التغيرات القادمة والتعامل معها. وما يحدث لدينا من تجاهل وتراخي في هذا الصدد هو حال كثير من الدول النامية في جميع مفاصل حياتها مع كل جديد فتجد المتخصصين أو التكنوقراط ندرة وقلة ودائما يأتون متأخرين لإصلاح التجربة التي تعيشها تلك الدولة ولكن بعد أن يحل الخراب وينعق الغراب. نعلم يقينا أن التخصيص لا زال حديثا يفترى ولم يتم اتخاذ أي خطوات جادة في ذلك الاتجاه فلجنة دراسة التخصيص بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أوصت بشركة أخرى للدراسة وهكذا سنظل نعيش في طور الدراسات ، مع العلم بأنني أعلم يقينا أنه لو كانت هناك إرادة وعزم من قبل جهة الاختصاص لكانت هناك خطة عمل زمنية تقودنا نحو التخصيص كما قادت تلك الخطط أصحاب الهمم نحو استضافة كأس العالم كما في دولة قطر. لم نعد نريد تلك المؤتمرات الإعلامية والفلاشات الصحفية المسبوقة والملحوقة بالأحلام في سرابها وبنظم الحروف في عنوانها عن غد مشرق للرياضة السعودية ، لقد هرمنا وهرمت الرياضة على أيدي الهرمين، فمتى يقيض الله لها فكرا تسبقه همه وعزما يلحقه إصرار ؟؟ تغريدة : يقول أندريه موروا (يبدو أن القمة ليست مكانا فسيحا ومريحا فإن الكثيرين ممن يبلغونها يستسلمون للنوم ويهوون إلى القاع)..