الخصخصة أو التخصيص هو أحد مسارات الإصلاح الاقتصادي وهو في نهايته يعني أن تكلفة الاحتفاظ بوحدات من القطاع العام قد أصبحت مرتفعة وبالتالي فلا بد من التخلص منها بإحدى طريقتين: إما شطبها وإلغاؤها وهذا مستبعد وإما إعادة هندرتها لتصبح ملائمة لأحضان القطاع الخاص. وفي المجال الرياضي فالخصخصة تعني أن تبيع النادي بتاريخه لفرد أو مجموعة وتتواجد كرة القدم فقط لا غير أما بقية الألعاب فعليها أن تجد لها خصخصة تليق بنتائجها وتاريخها! إن من أهم أسس الخصخصة الرياضية ضرورة فهمها للمجتمع الذي ستنمو داخل فكره وتولد أمام عينيه وطرق تواصلها معه والتجذر في كيانه، ولا بد لها من مراحل متعددة ولا يمكن تحقيقها دفعة واحدة وستواجه الكثير والعديد من العوائق شأنها في ذلك شأن الكثير من مشاريع الخصخصة في الدول النامية، ولعل أهم خطوة فيها أنها يجب أن تحدد أولوياتها في عملية خصخصة الأندية، وأن تقدم حلولا عملية للمشاكل المالية والتسويقية والاستثمارية سواء القائمة في وقتها أو التي نستطيع التنبؤ بحدوثها تنبوأ علمياً. يأتي بعد ذلك التعامل مع الكوادر البشرية العاملة في الأندية إما بالكف (وهذا خسارة اقتصادية ويجب أن يكون هناك موقف أخلاقي منها) أو بالتدريب ليقوموا على تنفيذ خطوات الخصخصة وسياساتها وهذا أقرب للواقعية. وهنا تصبح مشاركة البنوك والشركات العملاقة بضمانات من الرئاسة العامة أو وزارة المالية مطلبا لركلة البداية (kick off) في عملية الخصخصة مقابل تمتعها بمزايا الرعاية والتسويق لمنتجاتها بناء على عقود ظرفية ومكانية. ومفهوم أن إحجام البنوك والشركات عن التعامل في مفردات الخصخصة الرياضية مرده لعدم وجود سياسات حكومية واضحة ومحددة، كما أن سياسات الاستثمار الرياضي الحالي متهالكة ومتقادمة إن وجدت وما زالت تتحدث عن الإعلان على حوائط الأندية! والصعوبة اللاحقة تكمن في خصخصةالأندية التي تعاني من أزمات مالية، حيث يظن البعض أن الخصخصة حل متكامل لمشاكل الأندية ولكن رأس المال يبحث عن الربحية وهذا حقه وبالتالي وبالتداعي: • ما هي الربحية المتحققة للقطاع الخاص من خصخصة أندية مفلسة؟ • ما هي الضمانات التي ستقدم لتمكين القطاع الخاص من التعامل مع حالات الإفلاس القائمة والمتوقعة حسب الأصول المالية والتجارية والتي من ضمنها إعلان الإفلاس وإغلاق تلك الأندية؟ • ما هي مساحة الحرية الممنوحة للمستثمر للتغير الكلي أو الجذري؟ أخاف أن أطالب بتكوين لجنة تخصصية تقوم على (توطين) الخصخصة وفق ملامحنا وقسمات شخصيتنا فنواجه بلجنة توصي بتشكيل لجنة أخرى أو التعاقد مع شركة أجنبية للقيام بعملها، ونكون كمن استعان بمكتب دراسات عالمي لدراسة الازدحام في الحج فخرج المكتب بتوصية مفادها تقسيم الحج لعدة مواسم في السنة وبذلك يخف الازدحام!! تغريدة: أن تمنعه من السقوط أفضل من مساعدته بعد السقوط.