أنظار العالم كله نتيجة التغير العربي السريع وآثاره يبدو أنها أصابها (حول) ففقدت التركيز .. ولسنا ندري ما الذي سيصيبها بعد نجاح الثورة السورية -بإذن الله- وتراجع النفوذ الإيراني؟!. كما لسنا ندري ما الذي سيصيبها بعد إعلان الرئيس المصري القادم ، والتي تشير القراءات المختلفة أن رصيد الإسلاميين جماهيرياً هو الأقوى ، وأن (فضيلة الرئيس) بات حظه هو الأقرب. ولعلني أشارك بقراءة أخرى حول الملف المصري لأهميته في العالم الإسلامي خصوصاً ، والدولي عموماً ، وذلك من خلال ما شاهدته وتابعته في الميدان طيلة وجودي الأسبوع قبل الماضي في مصر ، عبر النقاط التالية: 1- كنت أطالع يومياً (12) صحيفة ، قرابة (10) منها مؤدلجة بطريقة تستحق الشفقة! ، فرغم غياب القيود الإعلامية ، إلا أن الشائعات والأكاذيب ، وتزوير الحقائق ، وإعلان الأدلجة لتيار ما كان مسيطراً على المشهد ، وهذا يقتضي فهم الواقع ، وإدراك التلبيس مع هذه الفئة التي لا تهمها الحقيقة بقدر ما تهمها المصلحة!. 2- في كل مكان لا تسمع إلا صوت المرشح الإسلامي. أخذت أسأل سائقي التاكسي ، وعمال الفندق، ورواد المطاعم ، كلهم يتكلمون عن أحد المرشحين الإسلاميين ، ولكن الأعجب هو تحليل هذا الاختيار ، ما بين قناعتهم بمصداقيتهم إلى إدراكهم بأنهم من يقف بالخدمات الاجتماعية لصالح المجتمع. 3- برامج المحطات الفضائية (توك شو) تحاول أن تسير على خطى ملاَّكها ، وكسب جولة التأثير لصالح من تميل إليه ، وبات الحياد محدوداً. 4- لا يخلو حديث مجتمع الفنانين من التخوف على برامج السينما ، وحدود أدائها ، وكأنهم يطبلون في واد ، والشعب المقهور يطبل في واد آخر. 5- في أول حضور جماهيري للبرنامج الرئاسي والذي عرضه (د. عبدالمنعم أبوالفتوح) كان واضحاً أن فقرات الاحتفالية ، وعرض البرنامج الانتخابي ، وطريقة تقديم شركاء المرشح والمزكون ، مقدمة بأسلوب مبدع ومنظم ، أي أن القوم يفهمون قواعد التأثير على الأرض ، وكيفية تحريك الجماهير ، وليست هي احتفاليات إنشائية مملة ، أو عفوية مرتبكة. 6- جدل التصويت من الإسلاميين ، بات يتشكَّل بطريقة استيعابية تراكمية ، أي أن التصويت لأي من المرشحين لن يكون إلا عن قناعة وتفهم ، رغم الاختلاف حول أسباب توزع الإسلاميين للرئاسة. 7- أسرَّ المجلس العسكري حيناً ، وصرَّح للقوى المرشحة للانتخابات حيناً آخر برأيها ، بل حتى بنيتها الدعم لمرشح توافقي ، ولكن يبدو ، أن القوى السياسية والمدنية ، وبالأخص الإسلامية استوعبت الدرس ، وقررت أن تلعب بقواعد السياسة كغيرها!. التكهنات كثيرة ، لكنَّ من المهم التأكيد أنَّ جملة الكتَّاب الذين يراهنون على أفكارهم في محاولة تشويه الرموز والقوى السياسية والمدنية الإسلامية تحديداً ، سيفاجأون أن الشعب لا تدغدغه الحروف المنمقة ، بقدر ما يضرب في عروقه ووجدانه الأثر الفعلي للأخلاق والعطاء والصدق ، ومن ينتمي لفكرة واضحة ويناضل لأجلها!.