حرك تقرير بتال القوس في برنامجه (في المرمى) المياه الراكدة في عملية الاستقطاب الجماهيري واستغلال حاجة الناس وتحولت الشكوك إلى حقيقة فيما يتعلق بإدعاء نمو الجماهيرية بعد أن انكشف المستور وعرف المتابعون الحقيقة والأسلوب المتبع في إيجاد جماهير لمجرد أن يقال إن هذا النادي له قاعدة جماهيرية من أجل أن يجد له موطئ (قدم) بين الأندية الكبيرة ذات الانتشار الجماهيري في جميع مناطق السعودية وهذا بالطبع مستحيل في الوقت الحاضر ولا يمكن ربطه بالبطولات في فترة وجيزة ، التقرير كشف الجانب المظلم والمؤلم في كيفية تعاطينا مع هذه الشريحة من المجتمع واستغلال ظروفهم على هذا النحو ، فالمادة لم تجلب في يوم من الأيام مشجعين للأهلي والاتحاد والهلال والنصر بل هي العراقة والتاريخ والبطولات والأمجاد ومن يطمح في محاكاة صورة هذه الأندية عليه بالعمل والصبر وبناء مدرج جديد دوافعه الانتماء فقط والتمسك بميوله مهما كانت النتائج. ننتقل إلى المباراة المرتقبة بين الأهلي والشباب لنجدها بكل ما تعنيه الكلمة مباراة الموسم لكونها تجمع فريقين قدما هذا الموسم المستويات الملفتة والنتائج الإيجابية والرغبة المشروعة في قطف ثمار جهدهما طوال دوري طويل، وبصراحة فالفريقان يستحقان اللقب ولكل منهما نجومه ومميزاته الفنية وطريقته المختلفة وما يرجح كفة الأهلي على الشباب هو جمهور خط النار وأعني به جمهور الملكي المشتعل دائما حماسا وفعالية ودورا إيجابيا في تحريك الطاقات الكامنة في لاعبي الأهلي وهو الذي ربما قادني لتفسير تصريح شبابي لرئيس النادي في إحدى الجولات الأخيرة عندما عبر عن أمنياته بحسم الدوري قبل موقعة جدة وهو يقصد مباراته أمام الأهلي في ختام الدوري أمام جمهور خط النار ذلك الجمهور العاصف وفائق الوصف في تشجيعه بما دعا محايدين إلى تصنيفه بالجمهور الأول بين جماهير الأندية الكبيرة حضورا وفعالية واقترابا من ناديه بالدعم والمساندة واسألوا شركة صلة التي واجهت نصف مليون رغبة أهلاوية لنيل أربعة عشر ألف تذكرة تقريبا ، وهنا دعوني أربط بين ما ذكرته في المقال أعلاه وما ذكرته في هذه الجزئية حول الفرق بين جماهير (خط النار) وجماهير (الإيجار). ترى هل يشعر الشبابيون بالرعب أو الخوف من الجمهور الأهلاوي الملتهب وهل سيلقي هذا الخوف بظلاله على لاعبي الشباب كما حدث في تصريحات إعلامية لعدد من لاعبي الأندية الأخرى الذين وصفوا جمهور الأهلي بالمؤثر والقادر على التحفيز وكذلك تصريح الشمراني ناصر بعد لقاء الأنصار عندما وصف جمهور الأهلي بالممتع ، ورغم أن هذا المشهد هو أحد جزئيات المتعة في المباراة المنتظرة إلا أن المباراة تحتمل سيناريوهات عدة وفي النهاية سيفرح من يستحق بغض النظر عن مستجدات الميدان من قرارات تحكيمية وخلافها. القلق موجود في المعسكرين وربما يتحول إلى حرص وثقة على تسخير الإمكانيات والاستفادة من برنامج الإعداد لنيل البطولة ، وفي اعتقادي أن التخطيط السليم وإبعاد اللاعبين عن المؤثرات يقلل من الضغط النفسي ويعطي الاهتمام والتواجد الشرفي والإداري الدور الأمثل في التجهيز النفسي للاعبين ، وفي هذا الجانب يبرز الإعلام كل الأدوار الإدارية وينسى دورا مهما عادة ما تقوم به بعض الأندية وهو دور أخصائي القدرات ومثال ذلك المختص بهذا الشأن في النادي الأهلي الدكتور محمد المسرحي الذي يقوم بجانب مهم في الإعداد المعنوي التحفيزي المطلق لمخزون القدرات. أحسنت إدارة الأهلي صنعاً بالتجديد للتشيكي جاروليم الذي سجل نجاحات لافتة مع الأهلي الذي يحتاج للاستقرار لسنوات على جهاز فني قدير أثبت أنه من أفضل الأجهزة الفنية هذا الموسم من واقع هدوء وتوازن ورؤية فنية مثالية في كثير من المباريات والأمر نفسه ينطبق على برودوم مدرب الشباب الذي قدم نفسه كأحد أفضل المدراء الفنيين إلا أن عيبه علاوةً على عصبيته المعروفة عنه أنه اكتسب سلوك الإدارة الشبابية في استعداء الآخرين وتغطية النقص الجماهيري بالصدام مع الأندية الجماهيرية. الزميل علي الزهراني في برنامج في الثمانيات طرح أمراً في غاية الخطورة الأمنية وهو ما قامت به إدارة الشباب نحو بعض الوافدين الذين لا يملكون إقامات نظامية ودعم حضورهم للملاعب وهو ما يجب على اتحاد الكرة التحقق منه ومساءلة من يقف خلف هذه المخالفات.