نمارس الإعلام كهواية ولم نصل بعد إلى تلك الدرجة التي يمكن لها أن تمنحنا الاحتراف. فالذي نملكه اليوم إعلامياً لا يختلف عما يمتلكه كاتب مبتدئ في المنتديات يشتم ويفتعل شرارة التعصب، وفي الأخير قلم واع يجرد عواطفه وينصف ويكتب للجميع ومن أجل الجميع يصبح معجزة يصعب على عيون قارئ اليوم مشاهدته. في إعلامنا الرياضي المكتوب تحديداً هناك المفيد وهناك الجيد وإن قلت هنالك ممتاز يستحق المتابعة، فهذا القول لا يلغي نقيضه والنقيض الذي بات صوتاً مسموعاً ومؤثراً ماثل في قلة، غالبية ما تكتبه للناس عبارة عن شرارة ترمي بها على أوراق شجر يابس فتحرق حتى تراب الأرض. هذه حقيقة الواقع، واقع إعلام رياضي طغت عليه العاطفة وسار برغبة التعصب، والمؤسف أن عمر هذه الفئة مع القلم ومهنة النقد الرياضي تجاوز عدد أسنان تمساح جائع، وبرغم هذا العمر الطويل لا زال الحال كما هو عليه لم يتبدل، وإن تبدل فالتبديل في فكر هؤلاء يأتي من القاع إلى القاع. كاتب يدين لمجرد الإدانة ومحلل يتحدث وكأنه على طاولة (الاتجاه المعاكس)، وكل ذلك وما أعقبه أفدح وأشد خطورة. مشكلتنا تدرون أين تكمن، مشكلتنا في الإعلام، إنها تكمن في أن الواحد يريد أن يصبح (بطلاً) ولا يمنع مانع إن هو خرج عن المألوف وهاجم شخصيات لها مكانتها تحت ذريعة الهزيمة في مباراة كرة قدم، هذا لا يهم وذاك قد لا يشكل خطاً أحمر طالما أن هذا (الناقد) و(المستنقد) و(المحلل) و(المتحلحل) يطمحون في أن يكونوا أسماء رنانة حتى ولو تحدث عنها الناس بأبشع صور الحديث، هذا لا يمنع، المهم والأهم أن تبقى على حال مكانتها تبتز وتستفز وتحول جمال الجيد من الفعل والعمل إلى قبح وسواد. حتى حرية الكلمة على وسائل الإعلام باتت في نهج تلك القلة كلمة مطاطة تستخدم ولكن كيفما اتفق، وإن سألت ماذا تعني الحرية في الإعلام، أو عن كيف تصبح حراً تقول ما تريد وتتحدث بما تريد دونما إسفاف أو تجاوز، لن تجد لمثل هذا السؤال وأخيه جواباً، كون أي جواب صائب بات في نهج هؤلاء الذين شوهوا إعلامنا الرياضي من المعجزات. الذين تحدثوا عن كبير الحزم والرجل الأول في أركانه رسبوا في الامتحان، ومن يرسب مرة قد ينجح في أخرى، أما إذا استنجد بفكر راسب بليد فهذا يعني عودته للصفوف الخلفية. الحزماويون أدرى بكيانهم يا صاحبي، وحتى أهل هذا النادي الجميل يعرفون ماذا يعني لهم خالد البلطان، وماذا تعني أنت لصاحب البيان.. وسلامتكم.