خطوة جميلة من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز ، أمير منطقة الرياض ، حينما أصدر أوامره بالسماح للشباب بدخول المجمعات. ولا شك أن هذا القرار جاء بعد دراسة مستفيضة ، وبعد سنوات انقطع الشباب فيها عن كثير من المواقع التي كانوا يُمنعون من دخولها ، وكان العقاب فيها جماعياً ؛ فحكمنا على جميع شبابنا بأنهم غير أسوياء ، في حين أن معظم الشباب تربى تربية إسلامية ، وكان الأجدر أن يُعطى الحرية ، ولا بأس أن يكون معها التوجيه والإرشاد عند الانحراف عن الطريق الصحيح لا قدر الله. لقد أثبت أبناؤنا الذين بُعثوا للخارج أنهم جديرون بتحمُّل المسؤولية ، متى ما أعطوا الحرية ؛ فقد ذهبوا إلى بلاد منفتحة في كل الأمور ، ومع هذا فقد كانوا مثالاً للشباب السعودي الصالح والمتزن ، وهذا ما جاءت به الأخبار والتقارير عنهم في كثير من دول العالم ، عدا بعض الشواذ ، وهؤلاء ليسوا عندنا فقط ، لكنهم في أي بلد من بلدان العالم. كنا نخشى على أبنائنا من أن تمتلئ بهم السجون في الدول التي بُعثوا إليها ؛ لأنهم انتقلوا إلى بلاد الحرية ، وبإمكانهم ارتكاب المخالفات ، لكنهم حافظوا على سمعتهم وسمعة بلدهم ، حتى أن بعض الأُسَر التي يقيمون معها تتمنى بقاءهم لديها ؛ لما لاحظوه من الصلاح وحُسْن الخلق واحترام الآخرين. لقد استمعتُ إلى أحد شيوخنا الكرام في أحد البرامج الإذاعية يطالب بإعطاء الحرية للشباب واستخدام لغة الحوار مع من يخالف منهم ، والابتعاد عن الأوامر والنواهي التي يرفضها الشباب ، بل إنهم لا يستمعون إليها. وأشار الشيخ في حديثه إلى أنه جرب لغة الحوار مع كثير من الشباب ؛ فكان لها تأثيرٌ كبير في تهذيب سلوكهم ، بل إن الكثيرين منهم كانوا يعتذرون عما بدر منهم من سوء سلوك ، وكان ذلك الحوار نقطة تحوُّل في حياته. إننا نتمنى أن يخطو باقي أمراء مناطق السعودية خطوة أمير الرياض ، وأن تُشرع الأبواب المغلقة أمام شبابنا ، وأن يتم استخدام لغة الحوار مع من يخالف منهم ، ومن يستمر في الإساءة تتم معاقبته ، بل يتم التعميم عنه ومنعه من دخول المجمعات في السعودية ؛ ليكون عبرة للآخرين. وقد يكون لهذا الإجراء سلبياته في بداية تطبيقه ، لكنها ستتلاشى مع مرور الزمن.