■ علينا احتساء قدح (افرنجي) .. من شاي العولمة العربي .. المرصع بفنون الاخراج .. والاعداد .. لكي نفهم لماذا؟!.. سنة بعد أخرى .. والبطالة قائمة .. وبزيادة مستمرة.. لا خطط .. لا برامج علمية .. هل هناك استراتيجية معتمدة أصلا؟!.. مازلنا نتساءل عن أعداد البطالة؟!.. ونتساءل هل هي مذكر أم مؤنث؟!.. وفي غياب الاستراتيجيات .. والتخطيط .. والبرامج .. يظهر لنا هؤلاء الكبار (كما ورد ذكرهم وتعريفهم .. في المقالين السابقين) .. كأنهم في قدور كاتمة .. تنفجر أحيانا .. ثم تفوح روائح التخبط .. من خلال جهل مطبق .. يقدمون أنفسهم .. كأصحاب حلول .. يتلذذون بتشويه الواقع .. بكلام أقرب إلى الخرف .. منه إلى منصات الحلول والاحترام. ■ يطلع علينا البعض بتقديم حلول .. تُذكّر بعنتريات الزير سالم .. في مرابع بني عبس العربية .. وقصص عجائز الاسواق الشعبية .. ومقولات جحا في برلمان الشارع العربي .. لا أدري لماذا لا يستغلهم حكماء العالم .. لحل أزمة الديون الاوربية .. والأزمة الاقتصادية العالمية .. نتاج نفخ روح خاوية .. عبث بمشاعر الشباب العاطل عن العمل .. مُلئنا من تجلّيات البطيخ العربي .. ومن مظاهر الزيف القاهر. ■ تقدموا باقتراح لعمل العاطلين عن العمل .. ومنهم الجامعيين .. اقترحوا مهنة غسيل السيارات .. في شوارع البلد .. وفي مواقف السيارات .. ومحطات الوقود .. وأيضا السيارات المتجهة إلى القصور والمشاريع الاقتصادية في المريخ وزحل .. وفي مواقف عنابر صناعة طائرات القهوة الاجنبية .. وبيوت الخبرة العالمية في مجال التسكع .. هل كانوا يقصدون غسيل سيارات المواطن الغلبان؟!.. أين يجد الشباب العاطل سيارات هؤلاء الكبار؟!.. يقدمون الاقتراح كمشروع حضاري .. ثم يقولون: حتى يأتي الفرج .. ولا ندري لماذا لا يأتون بهذا الفرج مباشرة .. مع هذه الاقتراحات أصبح العيب والحياء .. مُغيّبا في الحياة .. يصفون أنفسهم بصفات أقرب إلى الاعجاز .. لا ندري على ماذا يستندون في الطرح .. لا كثّر الله من أمثالكم .. هذا أقل شيء يتلقونه من العاطلين عن العمل كردة فعل. ■ هناك من اقترح على الشباب مهنة (كنس) الشوارع ... يرونه عملا يوفر الحياة الكريمة .. عملا ليس له مثيل في عالم نخب الازياء والدردشة .. ينتسب اليه أصحاب الرأي والطرح والتشجيع المنزوع الدسم .. يا قلب احزن على خرف الكبار ... أصحاب هذه الحلول .. هل يسعون إلى قفل المدارس والجامعات؟!.. لديهم مآرب اقتصادية يعرفونها .. فكل هذه المهن لا تحتاج إلى شهادات علمية ولكنها تحتاج إلى (التسكع) والجهل والجهالة .. تحتاج إلى سلسة من حلقات الإهانة .. وخيام محو الكرامة .. وتحتاج إلى (اسفنج) لشفط العرق .. لم يعلنوا عن شوارع بيوتهم .. ليتم خدمتهم بكنس شوارعهم بسواعد الشباب العاطل .. وبعضهم يحمل الشهادات الجامعية .. وقد يكون هناك من يحمل شهادات عليا. ■ أخيرا نادوا على الشباب العاطل .. بمكبرات الألم .. وبعد فضيحة غسل السيارات .. وحماقة كنس الشوارع ... جاء نداؤهم بضرورة أن يتجه الشباب العاطل إلى بيع الخضار .. حتى يفرجها الله .. وأيضا لم يحددوا وقت الانفراج .. ولأن الخضار بفروع وتخصصات عليا وأخرى دنيا ... لم يحدد أصحاب الطرح أي فرع يختار الشباب .. هل يمارسون بيع البقدونس أم الكزبرة .. أم بيع الكوسة والبطاطس .. أم بيع الطماطم المجنونة .. أم أن عليهم بيع ما يحتاجه (البيه) صاحب اللقمة الكبيرة .. الذي تقدر ثرواته بالمليارات .. ولا يجد للشباب العاطل أي فرصة عمل إلا بيع الخضار .. نريد أن نعرف ما هي الخضار التي يفضلها أصحاب الطرح .. وأيضا فرقة التشجيع المصاحبة .. هذه نقمة كبيرة تمشي على الأرض .. يواجهها شبابنا العاطل بالتساؤلات .. هل هذا واقع بشر يدعون أنهم أسوياء؟!.. يأخذون ولا يعطون .. ونسأل من أين لك هذا؟!.. لا نسأل عن أموالهم .. نسأل عن أفكارهم وطرحهم الخنفشاري. ■ الشباب العاطل قضية كبيرة .. لم .. ولن .. تؤرق رجال الأعمال المرتزقة .. فكل ثرواتهم .. كانت ومازالت من الدولة .. واليوم يواجهون شباب الدولة بأفكار تافهة .. تمثل تسلّقهم .. وأنانيتهم .. وهشاشتهم ... خدمهم (الشيء) في فترة زمنية استثنائية .. اعتقدوا أنهم علماء .. ورجال أعمال وإدارة واقتصاد .. أموالكم ليست ملكا لكم .. لا تستاهلونها .. هي للذئب أمثالكم .. وقد جعلتم الحياة مستحيلة مع أطماعكم وجشعكم .. فهذه أسعار الأرضي التي لا يمكن أن يوفرها الشباب .. لا ندري على أي نوع من بيع الخضار يمكن أن يوفر قيمة الأرض للسكن؟!.. وهذه أسعار الشقق السكنية .. لا ندري كيف يمكن أن يوفرها الشباب من هذه (المحن) التي تروجون؟!.. وهذا غلاء الأسعار التي تزيد يوما بعد آخر .. لا ندري على كنس أي شارع يمكن تأمينها .. أو على أي نوع من غسيل السيارات يمكن أن توفر متطلبات الحياة .. والكرامة الانسانية؟!. ويستمر بعنوان آخر.