ماذا يعني الحديث عن الماضي؟!.. ماذا يعني اجترار الذكريات وطرحها على الشباب.. الذي يواجه مشاكل عصرية.. من القادر على تشخيصها، وعلى وضع الحلول العلمية المناسبة؟!.. بالتأكيد، ليس باجترار ذكريات الماضي البسيطة.. وبطرح نتائج تجارب زمن الفاقة.. هل تسعون إلى فرض قناعات منقوصة غير حضارية كحل أمام الشباب؟!.. هذا الأسلوب منقصة وخرف وخزعبلات.. لا تقدم حلا.. ولا تعطي منهجا يبني لأجيال المستقبل.. ماذا يفعل الشباب لمواجهة البطالة؟!.. الأهم كيف يمكن القضاء عليها؟!.. هل هناك خطة لها معالم؟! هذا المقال رقم (11).. حول الموضوع.. تفاعل الأخ الفاضل (عثمان) برسالة.. وردت في مقال كاتبكم.. العدد (13204)، (9-8-2009).. وضحت الرسالة أكثر من رأي.. علق عليها كاتبكم في مقالات مستمرة من ذلك الوقت.. هل وصلنا مرحلة من العجز، قادنا إلى كتابة قوانين الأجيال القادمة عن طريق القهر، باجتهادات وتصورات غير علمية؟!.. لماذا وصف الشباب بالتسكع والمزاجية، وأوصاف أخرى لا تليق بهم؟!.. هل يسعى الجيل الذهبي إلى جر الشباب إلى حياة الأجداد الصعبة؟!.. هل هذا نتيجة علمكم، وشهاداتكم، وتجاربكم وخبرتكم في الحياة؟!.. هل انتم متشائمون من المستقبل؟!.. أصبح الشباب (ملطشة) الجميع.. هل يتجرعون سوء تصرف الآباء، وتجرع مرارة سوء تخطيطهم للمستقبل؟!.. الشباب يتطلع إلى السماء متفائلا.. وغيره يتطلع إلى القبر متشائما.. هذا مقطع ورد في رسالة (عثمان).. يتردد من عقود.. ومازال.. يحمل تحاملا.. يعطي مفهوما، لا يختلف عن مفهوم النضال العربي الفاشل.. يقول المقطع : [أخي محمد، العيب في الشباب اليوم.. أولئك الذين يُصرون على وظائف الكرسي الدوار.. وهم ليس لديهم أي خبرة في أي نوع من العمل].. أين تعيشون؟!.. أي خبرة تتحدثون عنها؟!.. ماذا لو كان هذا الشرط مطروحا أمامكم، وأنتم شباب؟!.. ماذا كان مصير مستقبلكم في حينه؟!.. لو أن هذا الشرط كان مطروحا أمامكم، لكنتم حتى اليوم، عمال نظافة ومراسلين وخدما .. مصيبة أن يسود هذا الاعتقاد.. الأكثر إيلاما استمرار ترويجه.. هل أقول في تهكم، الكراسي الدوارة محتلة من قبلكم؟!.. هل أقول احتلتها الأجيال السابقة.. جثمت عليها.. لم تعمل على زيادتها؟!.. لم تعد هناك كراس دوارة.. أصبحت هناك كراس ثابتة لا تدور.. لا ترى الشباب إلا كما ترونه أنتم.. ليس لديهم خبرة.. في جانب آخر، يبدو أنكم تتحدثون عن شباب غني.. ليس محتاجا.. الذي يبحث عن الكرسي الدوار، ليس محتاجا لوظيفة.. لديه ما يكفيه من أموال الأسرة.. نحن نتحدث عن شباب آخر.. شباب أضناه البحث والتعب عن حياة كريمة.. لماذا التعميم؟!.. لماذا تجاهل الشباب المحتاج الذي لا يعرف الكرسي الدوار.. يبحث عن الحياة الكريمة.. بعرقه وجهده ونشاطه وحماسه؟!.. الكراسي الدوارة لا تحتاج خبرة للجلوس عليها.. تحتاج فقط، إلى قوة عمياء تحملك، وتضعك على صحن الكرسي الدوار.. بعدها، وبشكل تلقائي، يعلو بك الكرسي الدوار، في كل الاتجاهات.. والناس حولك جاثمين.. مشكلتكم أنكم تعيشون أسرى لوضع أبنائكم.. متجاهلين شبابا آخر لا تعرفونهم.. لكن الفقر والحاجة والانتظار يعرفهم.. ويعرفهم أيضا إهمالكم ونظرتكم القاصرة لهم.. تتحدثون عن الخبرة، من أين تأتي الخبرة؟!.. هل تولد معهم؟!.. هل هناك حبوب للخبرة يبلعها الشاب ليصبح خبيرا ؟!.. لا أريد أن اصدح في شوارع المدينة بالأغنية الشهيرة [على دلعونه].. أخشى أن أتهم بالجنون.. وفي أحسن الأحوال.. أن أتهم بعدم الخبرة في الغناء.. كيف تأتي الخبرة؟!.. هل هناك من يخلق الخبرات في زمن الاستقدام، وبطش الجشع، والطمع والتعامي؟!.. هل كان لديكم خبرة في بداية حياتكم؟!.. السؤال الأهم كيف أصبحتم خبراء ونواب رئيس لأكبر الشركات؟!.. هل أتيتم من بيوتكم محملين بأكياس الخبرات؟!.. هل ولدتم بهذه المواصفات؟!.. تدريب الشباب على رأس العمل.. أثبت نجاحا منقطع النظير.. هذا هو النهج الناجح.. وكان يجب تبنيه واستخدامه كسلاح في وجه البطالة.. ببساطة، ينادي كاتبكم بتحقيق ما تحقق للجيل الذهبي.. طموح شباب اليوم موجود.. الاستعداد موجود.. لكن هل هناك من يهتم؟!.. ويستمر المقال.