• بالتأكيد أن ولي الأمر - يحفظه الله - حينما اختار أعضاء مجلس الشورى ورفع عددهم إلى 150 عضوًا يمثلون مختلف الشرائح والمناطق والتخصصات كان يهدف إلى أن يكون المجلس شريكًا فاعلًا في سن التشريعات وتلمس احتياجات الناس ودراسة الأنظمة وتحديثها بمشاركة شعبية تضمن تحقيق الشمولية والتوازن وتنمية الفرد والمجتمع. • لكن المتتبع لمناقشات المجلس يلمس أن كثيرًا من التوصيات والمقترحات التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطن يتصدى لها بعض أعضاء المجلس الموقرين ويسقطونها بالإجماع حتى يبدو للمتابع أحيانًا أن هؤلاء البعض يجهدون أنفسهم في منع الخير ومعارضة كل ما يحقق الرفاه والحياة الكريمة للمواطن توفيرًا منهم لخزينة الدولة على ما يبدو!! • في 26/1/2009م أسقط الأعضاء توصية تطالب بعدم فصل التيار الكهربائي عن المواطنين المتأخرين عن التسديد تقدم بها الدكتور عبدالرحمن العناد. • في 14/2/2010م أُسقطت توصية تطالب بزيادة مكافأة طلاب وطالبات الجامعات وزيادة أعداد المقبولين في الجامعات الناشئة. • في 1/3/2011م أسقط المجلس توصية تقدم بها اللواء محمد أبو ساق تطالب بإضافة فقرة في النظام الصحي تجيز علاج المواطنين في المستشفيات والمراكز العلاجية التابعة للقطاعات العسكرية أسوة بمنسوبي تلك الجهات. • في 17/10/2011م أسقط المجلس توصية تقدم بها الدكتور وليد عرب هاشم تطالب بسعودة وظائف الطيارين في الخطوط السعودية بعد أن اتضح للمجلس من خلال تقرير الخطوط السنوي أن لديها 1400 طيار نصفهم أجانب. • في 18/10/2011م أسقط المجلس توصية تطالب الخطوط السعودية بإلغاء الرسوم التي فرضت مؤخرًا على تغيير موعد الرحلات أو خط السير وطلب استعادة التذكرة. • هذه نماذج من (الإسقاطات) التي أسعفتني بها الذاكرة وكما يلاحظ فجميعها تركز على التخفيف من الأعباء المالية والمعيشية التي يدفعها المواطن ، لكن يبدو أن ما يتمتع به السادة أعضاء المجلس من حوافز ورواتب وأرصدة ومكانة اجتماعية تجعل البعض منهم يعيشون في أبراج عاجية بعيدين عن واقع المجتمع وحاجاته ، فهل يتلطف الأعضاء الكرام بتحسس مشاكل الناس والتعامل معها بموضوعية والرفع لولي الأمر بالمشورة الصادقة وأن ينحازوا لمطالب الشعب الذي يعقد عليهم الآمال بعد الله في إيصال صوتهم ونقل همومهم إلى أصحاب القرار بمنهج علمي واضح وقابل للتطبيق.