الكثير في الآونة الأخيرة يتساءل عن سبب سفر السعوديين باستمرار في كل إجازة صغيرة كانت أو طويلة لكثير من الدول الخليجية والعربية ، والكثير منا لاحظ ذلك الهروب السياحي على مستوى جميع العائلات بغض النظر عن مستواهم الاقتصادي وقدرتهم على تحمل تكاليف السفر التي لا ترحم ! وإجابة على التساؤل أعلاه سأذكر لكم تجربة رحلتنا البسيطة للمنطقة الشرقية آخر أيام عيد الأضحى المبارك ، ولكم الحكم على ذلك :- - طوال الطريق البري الممتد من الرياض للمنطقة الشرقية كانت محطات البنزين ومرفقاتها متهالكة من حيث خدماتها ومستوى نظافتها التي لا تشرف بلد إسلامي وعاصمة مشهود لها على خريطة العالم العربي بالاهتمام بالسياحة ومتطلباتها ، وشاءت الأقدار اضطرارنا للنزول عند إحدى المحطات القريبة من منطقة اسمها (جودة) وياليتنا لم ننزل حيث كان الوضع مفاجئاً لنا وصدمة كبيرة لم نتحملها من حيث القذارة التي تعمّ المحطة ، وافتقادها لمحل للوجبات السريعة أو تموينات تلبي حاجة المسافرين ، وأيضاً المسجد الملحق بها ، ودورات المياه التي لم يستطع الأطفال استخدامها لقذارتها ، ولتلك العبارات الخادشة للحياء في مصلى النساء ودورات المياه المتهالكة الملحقة بها التي لا تمنحك أدنى فرصة ولا تشجعك على أداء الصلاة بخشوع ، بل تصفعك على وجهك بالواقع المرير لهذه السلوكيات المشينة في مرفقات عامة من المفترض أنها أنشئت لخدمة المسافرين! أيضاً المرافق المخصصة لاستراحة العوائل لا تناسب المستوى المطلوب من حيث تهالكها وروائحها السيئة والمضرة للصحة العامة! والأكثر مرارة أن أغلب المحطات لا يوجد بها خدمات مريحة للمسافر وخاصة ما يتعلق بمستوى النظافة وعلى مستوى الطرق البرية للمملكة وليس من الجهة الشرقية فقط ! ومما زاد الوضع سوءاً وجود حافلات حجاج دول الخليج والذين كانوا في وضع يرثى له وهم يدورون حول أنفسهم بحثاً عن خدمات تلبي احتياجات المسافر الأساسية وبلا شك أن هذه حالتهم في الذهاب والاياب إلى مكة المكرمة! وبعدها ننتقل إلى مستوى السكن وتكلفته التي لا توازي مستوى الخدمة المقدمة لك كمواطن تدفع الآلاف لليلة الواحدة وأنت مضطر ، وكمثال : الشاليهات في المنطقة الشرقية سواء التابعة للفنادق أو المنتجعات لا تقل تكلفة الليلة الواحدة خلال الاجازات عن 3000 آلاف ريال ! (أي راتب موظف سعودي بسيط في الشهر ! أيضاً، الشقق المفروشة الواقعة على كورنيش الخبر لا تقل تكلفة الليلة الواحدة عن 1500 ريال ، مع تواضع الخدمات المقدمة للمسافر ! إلى جانب افتقاد المنطقة خلال اجازة العيد لأي نشاط مبهج للعوائل على البحر ومساحاته الممتدة بدون استغلال لها بهدف استقطاب السائحين! لذلك حتى وانت خارج مدينتك تجد أن النوم نهاراً هو الأفضل لك لعدم وجود أماكن للعوائل تستقبلك حتى صباحاً لتناول الإفطار مع عائلتك ! ولعدم وجود تلك الخدمات السياحية التي تشعرك بأنك فعلاً أنفقت مبالغ تستحق هذا التغيير في إجازتك ! لذلك اضطررنا للسفر للبحرين بهدف التغيير ، واضطر الآخرون للسفر إلى قطر بهدف التمتع بالتطورات السياحية ، واضطر الآلاف للسفر براً وجواً إلى دبي بهدف الاستمتاع بالأجواء العائلية المريحة ! فهل اتضحت الإجابة لكم الآن ؟!