في تطوُّر يلفت الانتباه وقعت خلال هذا الشهر أربع مضاربات جماعية في بعض المجمعات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم!! الواقعة الأولى حدثت في مركز (قيا) التابع لمحافظة الطائف ، اشتبك فيها أكثر من عشرين طالباً أثناء الطابور الصباحي!! والثانية حدثت بين أكثر من ثلاثين طالباً من طلاب أحد المجمعات التعليمية في محافظة العارضة التابعة لمنطقة جازان ، وقد وقف المعلمون عاجزين تماماً عن فض الاشتباك ؛ نظراً إلى كثرة الطلاب المشاركين فيه!! فيما حدثت الثالثة في مجمع الأمير سلطان بوادي الدواسر ، وقد اشترك فيها ما يزيد على المائة طالب ، وأدت إلى حدوث غياب جماعي بين الطلاب!! أما الرابعة ، التي لا أظن أنها ستكون الأخيرة ، فقد جرت أحداثها في محافظة الدوادمي ، وأدت إلى توقف الدراسة لأكثر من ثلاثة أسابيع!! الاشتباكات السابقة ليست سوى رأس جبل الجليد ، وهناك الكثير من المضاربات الطلابية التي لم تُسلَّط عليها عدسات الإعلام ، ولم تكتب عنها أقلام الصحفيين ، ولو أن كل مدرسة متوسطة وثانوية حرصت على نشر ما ينشب بين طلابها من شجارات جماعية ، وليست فردية ، لفُجع القُرّاء والمتابعون من هول ما يقرؤون ويشاهدون ، ولكن الكثير من مديري المدارس يحاولون جاهدين أن ينهوا الخلافات الطلابية داخل أروقة المدرسة!! الكثير من أولياء أمور الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية أصبحوا اليوم منشغلين كثيراً على أبنائهم ، ولم يَعُدْ ولي الأمر مطمئناً على أبنائه كما كان في السابق. ولقد باتت مدارسنا اليوم في حاجة ماسة إلى أنظمة وتشريعات جديدة تضمن الحفاظ على سلامة طلابها ومعلميها على حد سواء ، كما أنها بحاجة إلى قوانين أكثر صرامة لردع كل من يشارك في دعم طرف ضد آخر ، سواء بدافع قبلي أو غيره!! فهل ستتحرك وزارة التربية والتعليم لدراسة ظاهرة الشجار الجماعي ووضع الحلول العاجلة للقضاء عليها؟