أ. سعود بن عبدالله بن طالب الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد: فقد فجعت الأمة الإسلامية والعربية بعامّة ، والشعب السعودي بخاصّة ، بوفاة سلطان الخير ، وسلطان الحزم والقوّة ، والشجاعة والجود والكرم ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، تغمده الله بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه خير الجزاء على ما بذله من نفيس جهده وماله ووقته وصحته في خدمة دينه وأمته السعودية ، والعربية والإسلامية وأجزل له الأجر والمثوبة. وبفقده فقدت الأمة الإسلامية أحد أبرز القادة المحنَّكين وأعظم الساسة في عصرنا الحاضر ، امتدت آثاره ، ومآثره ومواقفه الإنسانية ، والبطولية الشجاعة ، لتشمل جميع المناحي السياسية والعلمية والاجتماعية والعسكرية ، وغير ذلك فقد كان - بحق وصدق- مشاركاً عظيماً في كل ما وصلت إليه المملكة من تطوّر ورقي وازدهار في جميع المجالات على المستوى الداخلي ، وما تبوّأته من مكانة رفيعة وسمعة عالية على المستوى الدولي والعلمي ، من خلال كونه أحد أركان الدولة السعودية ، وأقطاب سياستها وأحد أهم صنّاع القرار فيها ، إذ تولّى كثيراً من المناصب الحيوية في الدولة منذ نعومة أظفاره ، فقد تولّى إمارة منطقة الرياض ، ووزارة الزراعة ووزارة المواصلات ووزارة الدفاع والطيران منذ 1962م ، وبلغ بها من التطوير والكفاءة والقوة وتزويدها بأحدث ما وصلت إليه التقنية الحديثة من الأسلحة البريّة والجويّة والبحريّة ، مما جعل السعودية في مصاف أقوى الدّول في المنطقة عسكريّاً وعدّة وعتاداً. ثم أصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في 13 يونيو من عام 1982م ، ثم وليّاً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في أول أغسطس 2005م إضافة إلى مسؤولياته العظيمة وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام. ومع هذه المسؤوليات الجسيمة في المجال السياسي ، والعسكري وبروزه كأحد أعظم الساسة المدنيين ، وأقوى القادة العسكريين ، فإن الجانب الإنساني والاجتماعي الخيري ، كان أبرز السمات ، وأجلى الصفات التي يعرفه بها العامة من الشعوب من داخل المملكة وخارجها ، حتى إنه لا يكاد يعرف إلا بسلطان الخير ، فأصبح ملاذ اليتامى ، والفقراء ، والمحتاجين ، والمعوزين ، والمرضى ، من داخل المملكة وخارجها ، وكان من أحب الأعمال إليه ، وأقربها إلى قلبه ، أن يزيل آلام المرضى ، ويمسح دموع اليتامى ، وينفِّس كرب المكروبين ، وييسِّر عسرة المعسرين ، ووصل به حب الخير إلى أن وقف أمواله على مؤسسته التي أنشأها للأعمال الخيرية التي تعد من أكبر وأعظم المؤسسات الخيرية في العالم ، للأعمال الخيرية ، كالرعاية الاجتماعية والصحية ، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين ، إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة ، والغايات النبيلة ، التي يتطلب تفصيل المقال فيها مجلدات. فرحم الله هذا القائد العظيم ، وتغمّده بواسع رحمته وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. (*)وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية