قد لا تأتي القناعات المتأخرة بخير في معظم الأحوال وجل الأمور ، وهذه حقيقة ، فأحيانا تفقد الفرص أهميتها والمساحة عرضها وطولها والزمن أوانه!! وفي أحيان كثيرة تتجلى حقيقة أخرى كالتي تقول : أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل إطلاقا!! وفي عالم الرياضة لا نجد أحيانا مكانا للفرضيات أو القواعد الثابتة ، فالكل متغير ومستدير مع استدارة الجلد المنفوخ ، وحينما نتحدث عن موضوع يهم المنتخب فيفترض أن نتجه إليه ونناقشه بموضوعية ، وأنا أتحدث عن (محمد نور) النجم السعودي الكروي ولن أدخل في تقييمه فقط من خلال تلك الكاريزما الاتحادية المعروف بها! ف(نور) في كل مرة يمثل فيها الاتحاد تجده النجم المختلف ، اللاعب الحماسي ، القائد الحركي ، واللاعب الأكثر ديناميكية وحضورا وتفعيلا لتلك المؤشرات الإيجابية التي تمنح فريقه القوة والتفوق والنصر (والنصر من عند الله). رأينا في اللقاء الآسيوي الأخير ضد سيول الكوري الجنوبي آخر الملاحم الكروية التي أبدع من خلالها قائد الاتحاد بالتسجيل أو الصناعة أو التمرير بشكل تكتيكي بارع أهدى الكرة السعودية نقاطا وأملا جديدا بدوري أبطال آسيا ، خاصة بالمراحل النهائية والدور ربع النهائي وهو فوز غال احتجناه كثيرا، والإياب في كوريا يحتمل كل التوقعات ما لم يتنبه الاتحاديون خاصة مع ظروف الطقس والمناخ من برودة وأمطار!! وفي كل مرة يبدع فيها نور مع فريقه تكثر التساؤلات وتزداد الاستفهامات وتعلو علامات التعجب جبين الحقيقة ... (أين نور من المنتخب؟!) وهو التساؤل الذي يتجه بكل مرة يكون فيها اللاعب خارج أسوار القائمة لسدة المدير الفني للمنتخب؟!! ومع أن نور كان ضمن صفوف المنتخب قبيل مجيء وتسلم (ريكارد) المهمة بالتدريب إلا أنه أسقط من القائمة الأخيرة المختارة بناء على عدم قناعة أو ربما قلة احتياج ولن أسميه «قلة حظ» في ظل وجود من لا يستحق البقاء بقوائم المنتخب إلا أنه ناتج مؤكد عن عدم وجود قناعة أكيدة من قبل المدرب! والآن بدأنا نلحظ ونلمس ونرقب مؤشرات العودة الجديدة لنور مع المنتخب بناء على المستويات الرفيعة التي يقدمها مع فريقه خاصة بدوري أبطال آسيا والتي كانت أحد الأسباب الحيوية بتواجده ضمن قائمة نجوم القارة المختارين والمرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي 2011، وهنا تزداد التساؤلات حدة ومنطقية للمدير الفني «فرانك ريكارد» بخصوص الاستعانة بقامة فنية ذهنية ميدانية قيادية نفسية عطفا على تأثيره كقائد على باقي زملائه اللاعبين بشكل دينامكي وإيجابي! أعتقد أن معسكر ومباراة ماليزيا المقبلين متى ما ظهرت القناعات المتأخرة جلية لدى ريكارد واستدعي اللاعب سيكون ذلك فرصة للتأكيد على أهمية استدعاء العناصر المفيدة، وفرصة للاعب نفسه ليخرج من شرانق تهمة.. «لاعب ناد فقط» التي تلاحقه بعد كل مشاركة غير مجدية مع منتخب بلاده! وإثبات الجدارة والإفادة المتوقع حضورها بشكل مواز مع ما يقدمه مع ناديه إن لم يكن أفضل، وبعدها لن يلام ريكارد لأنه معني بضم الأكفأ والأفضل والأكثر جاهزية والأكثر فعالية وإيجابية.