هذا هو المقال الرابع الذي أتناول في شؤون وشجون جامعة الباحة ، والتي رغم انشغالها بالمؤتمرات العالمية والخارجية إلا أن ذلك يظهر لم ينعكس إيجاباً على عطاء الجامعة على الأرض ، بالامس استوقفني خبر عبر إحدى الصحف الإلكترونية المصرح لها تحت عنوان (الدفاع المدني ينقذ طلاباً محتجزين في جامعة الباحة) حيث مما جاء في ذلك الخبر تفاجأ طلاب السنة التحضيرية بمبناهم الجديد الذي يُعد أول مبنى افتتح من مباني جامعة الباحة في مقرها الجديد في العقيق , وتذمر الطلاب من قلة الجودة وسوء القاعات وصغر حجمها وعشوائية الموقع , حيث إنه لم ينته المقاول من تسليم الباحة الخارجية للمبنى ولازال العمل جارياً بالمعدات الثقيلة على مدخل المبنى والطلاب ليس لهم سبيل إلا المغامرة من بينها يومياً للدخول إلى قاعاتهم ، ففي الوقت الذي كان الجميع يترقب فيه افتتاح الجامعة في مقرها الجديد تفاجأ الجميع بسوء التنظيم من الجامعة , ففي أول يوم دراسي للطلاب تم توزيع الجدول الدراسي على أكثر من ثلاثة آلاف طالب من خلال مكتب واحد تزاحم عليه الطلاب وحدثت حالات إغماء وتم تأجيل توزيع الجداول لليوم الآخر , فيما يستلم جميع طلاب الجامعات السعودية جداولهم جاهزة من الإنترنت. وأشار الخبر إلى أن المصعد تحتجز أربعة طلاب الأمر الذي أدى لطلب الدفاع المدني , وعلى الفور باشرت فرقة من الدفاع المدني من العقيق الموقع وتم استدراك الأمر ولم تحدث أضرار بشرية ولله الحمد , فيما ذكر أحد الطلاب أن المصاعد من أسوأ أنواع المصاعد الموجودة , والتي لا تُرى إلا في الشقق والمباني القديمة جداً. وفي نفس اليوم توقف التكييف المركزي عن الطلاب مما اضطرهم إلى الخروج من المبنى وتوقف المحاضرات الدراسية في أكثر القاعات , فيما يقول أحد الطلاب إنه تم البحث عن موظفين لكي يتم حل مشكلة التكييف فلم يتم العثور على أي موظف في المبنى كله , وأبدى عدد كبير من الطلاب تذمرهم وعدم الاهتمام والإهمال الكبير من الجامعة .واشتكى أكثر الطلاب من عدم وجود عمال نظافة داخل المبنى حيث تراكمت النفايات داخل القاعات والممرات , ومنذ تسليم المقاول المبنى إلى حين دخول الطلاب قاعاتهم الدراسية لم يتم تنظيف المبنى من آثار الأتربة مما أثر على الطلاب وعلى المرضى بالربو , وقد صرح مدير الجامعة أن عقد التشغيل والنظافة لم يكتمل في أثناء اللقاء المفتوح عندما أشتكى له أحد الطلاب من كثرة عطيس وسعال الطلاب داخل قاعاتهم ، ولعل هذا يعود بي إلى مقال (جامعة الباحةبجدة) إذ كنت قد كتبته منذ أشهر تعليقاً على خبر تحت عنوان (جدة تحتضن ورشة عمل الخطة الإستراتيجية لجامعة الباحة) وحيثيات الخبر باختصار تقول : تحتضن محافظة جدة لمدة يومين ورشة عمل الخطة الإستراتيجية لجامعة الباحة بحضور معالي مدير جامعة الباحة ومشاركة 30 من قيادات الجامعة. بمشاركة استشاريين من مكتب خبراء التطوير ويقدمها البروفيسور ديفيد سيفن لو وهو خبير بريطاني في التخطيط الإستراتيجي للجامعات والمنشآت الأكاديمية،مبيناً أن هذه المرحلة تعد من أهم مراحل الخطة الإستراتيجية. وقلت يومها الذي نعلمه أن الجامعة مقرها منطقة الباحة وأن منطقة الباحة منطقة جميلة خصوصاً تلك الأيام بأجوائها المعتدلة ، وكذلك لدى المنطقة القدرة على استيعاب مثل هذه الورش ولها تجارب سابقة وناجحة في شتى مجالات الحياة ، والمنطقة سبق لها أن استقبلت قيادات عليا في وقت واحد ولعدة أيام والشواهد أكثر من أن تحصى ولا أظنها قاصرة دون الوفاء بمستلزمات ورشة عمل الخطة الإستراتيجية لجامعة الباحة ، هذا من الناحية المكانية والإمكانية ، أما من ناحية الآلية وأجندة الورشة وما أشير إليه في الخبر من عناوين هامة فليس من المعقول أن تقام الورشة بعيداً عن مقر الجامعة لأسباب نجهلها ولا يمكن أن تمرر على متابع يهمه الربط بين العمل والنتيجة ثم أليس بمقدور هذا الخبير أو ذاك زيارة المنطقة والوقوف على الجامعة ومعرفة الأجواء الطلابية وخلافة من الأمور المساعدة على نجاح الخطة ؟. إذاً ماذا سيكون مرود الجامعة على المنطقة وخدمة مجتمعها إذا تبخل حتى بالاجتماعات ذات الشأن الخاص والمتعلق بالجامعة ، وكيف يستفيد الطلاب من مثل تلك الفعاليات ، وهل ستبقى الجامعة معزولة عن أي فعاليات أو ورش مستقبلية وكأن جامعة الباحة بالباحة وإدارتها في جدة ثم الأهم ماهو مردود ذلك على خبرنا اليوم وما صاحب تنفيذ الجامعة من سوء تنفيذ مدعومة بصور حقيقة أقل مايقال عنها إنها مدهشة ومثيرة للحزن ، حيث تأكد أن تلك المؤتمرات بهرجة إعلامية ولا أكثر هذا وبالله التوفيق.