الرجل المناسب في المكان المناسب .. جزء من الجودة الشاملة .. ولنا في سعادة [الدكتور عبدالرحمن المديرس] خير مثال .. وقبل توضيح العبرة النهائية .. نستعرض بعض الحقائق .. حول تجربة الجودة التي أسّسها .. مع بداية تكليفه بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الاحساء عام 1419 .. في كتابه بعنوان: [رحلة الجودة الشاملة في تعليمنا] .. طرح بعض التساؤلات .. كانت وما زالت سائدة بين الناس عن هذه الفكرة الجديدة. أسئلة توضّح المسيرة خلال هذه السنين .. هناك أسئلة حول مبررات التحوّل نحو إدارة الجودة الشاملة .. وأخرى حول كيفية نجاح البدايات .. وتحدث الكتاب عن المعوّقات التي واجهت البدايات .. والاهم هو السؤال المشروع الذي يمكن طرحه في أي مرحلة من مراحل أي بناء .. ما الذي تحقق خلال هذه السنين وحتى اليوم ؟!.. طرح سعادة [الدكتور المديرس] في كتابه حزمة من المبرّرات المهمة حول التأسيس .. يمكن أن يؤخذ بها في أي مجال آخر .. منها التحديات .. حيث تواجه المعرفة تحديات التغيير المستمر. عوامل التحديات كثيرة .. أهمها احتياجات سوق العمل المعرفي .. حيث تظهر التحديات التقنية وأيضاً الفاعلية والكفاءة .. فكل جيل يواجه تحديات متغيّرة .. وهناك أيضاً العولمة بتحدياتها الممتدة تداعياتها إلى مجالات الثقافة والتربية .. وهناك حسابات أخرى مهمة .. تتطلب جودة شاملة في إدارة التربية والتعليم .. وغيرها من الإدارات .. وهناك التحوّلات العالمية نحو الاهتمام بالجودة وتطبيقاتها في كل مجال ومكان .. كل ذلك بدافع البحث عن الأفضل لكل فرد .. وهذا يعني تعليماً في إطار الجودة .. وإدارة في إطار هذه الجودة .. وهذا يعني تخطيطاً يحقق الأولويات وتطلعات وتوقعات الناس .. وهي تطلعات اليوم والمستقبل .. كل هذا يقود إلى التساؤلات عن المستقبل واستثماراته وهو يتعلق بالأجيال .. وتقول العرب: [غرسوا فأكلنا .. ونغرس ليأكلوا] .. علينا تحديد نوعية الأكل لأبنائنا .. وهنا تكمن أهمية رؤية سعادة [الدكتور المديرس]. طرح المديرس أيضاً تعريفاً للجودة الشاملة .. وفيه يوضح انه [أسلوب إداري .. يضمن تقديم قيمة للمستفيد الداخلي والخارجي .. من خلال تحسين وتطوير مستمرّين للعمليات الإدارية بشكل صحيح .. من أول مرة وفي كل مرة .. بالاعتماد على احتياجات ومتطلبات المستفيد] .. تعريف ، في حال تطبيقه ، يضمن صون كرامة الإنسان ويحافظ عليها متقدة .. ويعزز تسهيل الحياة .. كنتيجة يمكن لنا الحكم بشكل بسيط وسهل عن أوضاعنا الإدارية على جميع الأصعدة. الإجابة عن التساؤلات تثري الإنسان بالقناعة .. فلماذا التركيز على إدارة الجودة الشاملة في التعليم ؟!.. سؤال أجاب عنه المديرس في كتابه بكل وضوح .. كأنه يعمل لإقناع من تردد وأحجم عن تشجيع هذا التوجّه .. نعرف أن لكل رؤية فلسفة محددة يمكن تبنّيها وممارستها لتصبح منهج حياة .. فالجودة هي خلق الرضا .. عن طريق تلبية الاحتياجات بعد تحديدها , بجانب تشخيص المشاكل .. والإدارة التعليمية تتعامل مع أفراد .. لهم مستويات .. الطالب والموظف والأستاذ وأيضاً ولي الأمر .. خلق الرضا لديهم مرتبط بمدى تحقيق مصالحهم .. وهي الجودة بعينها .. وهذه الجودة تنعكس على كامل نسيج المجتمع. ويرد المديرس الفضل لأصحاب الفضل .. حيث يقول: [كانت انطلاقة رحلتنا قوية للدعم الذي حظينا به من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية - حفظه الله - فكانت موافقة سموه على إحداث مركز متخصص تحت مسمى (مركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة) في عام 1420 .. لدعم تطبيقات الجودة في ميدان التربية والتعليم في المنطقة الشرقية .. انجازاً نوعياً إيماناً من سموه بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للتنمية الشاملة]. المديرس لا يتحدث من فراغ .. نعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه .. فهو يحمل الدكتوراة في مجال الجودة من عام 1415ه .. وتم تكليف سعادته بعد تخرّجه وفي وقت مبكر على رأس هرم إدارة التربية والتعليم بالاحساء .. وبحماس الشباب عمل بكل جهد لتحقيق تحصيله العلمي إلى واقع .. بعد أن أصبحت الإدارة التعليمية جزءاً من مسئولياته. حوّل المديرس النظريات إلى واقع نعيشه اليوم .. وخلال خمس سنوات فقط .. من حصوله على درجة الدكتوراة .. فقد استطاع تحقيق رؤيا أفكاره العلمية الملهمة .. هذا يوضح لنا مدى الحاجة إلى استثمار الدماء الشابة في كل مرافق مسئوليات الحياة .. التغيير لا يأتي من فراغ .. هذا نموذج حي يمكن توظيفه في جميع القطاعات .. يجب إعطاء الدماء الشابة فرصتها للتغيير نحو الأفضل .. وهذه قمة الجودة في جميع مناحي الحياة .. نعم أعط القوس باريها.