هل صحيح أن لدينا مكاتب لمكافحة التسوّل ؟! أشك في ذلك !! فالواقع الذي نعيشه يقول إن ظاهرة التسوّل تزداد يومًا بعد يوم ، وفي تطوّر مستمر ، وتزداد هذه الظاهرة بقوة خلال شهر رمضان المبارك ، وهي من المظاهر الدخيلة ، والمسيئة لمجتمعنا .. لقد وصل الحال بالمتسوّلين إلى طرق الأبواب ، وتطويق مكائن الصرافة ، والمساجد ، وإشارات المرور ، والأسواق (حتّى براميل النفايات لم تسلم منهم!) ، والنساء من ذوي البشرة السوداء هنّ ، وأطفالهنّ أصحاب الامتياز في هذا الشأن. ونادرًا ما تجد الرجال ، والسؤال: أين أزواج هؤلاء النسوة ، وآباء هؤلاء الأطفال ؟! مَن استقدمهم ؟ وأين يسكنون ؟ ومَن المسؤول عن انتشارهم في كل مكان ؟! ربما يخرج علينا أحد المتلقفين ويقول: مكاتب مكافحة التسوّل منتشرة في جميع مناطق المملكة ، وهم المعنيون بذلك ، لكنك تبالغ .. أقول له لربما !! لكن هذه المكاتب (لا تهش ، ولا تنش) ! والواقع الذي نعيشه يقول ليس لتلك المكاتب دور يُذكر ، ولربما تحوّلت إلى (مكاتب استقدام للتسوّل) .. فالظاهر لنا أن هناك تنظيمًَا جيدًا بين المتسوّلين ، وأسلوبًا راقيًا في استعطاف القلوب ، وازدياد عددهم عامًا بعد عام. وليتهم يقتصرون على ذلك لكنهم يقسمون السنة إلى عدة مواسم .. موسم (تسوّل) ، وموسم (توزيع الأشياء الممنوعة) ، وآخر (للسرقات) ، و ...، و ... ! أمّا وبعد أن فشلت (مكاتب مكافحة التسوّل) فإنني اقترح على الجهات المعنية إنشاء شركات أهلية لمكافحة التسوّل ، وبالأخص (في مكة .. وجدة .. والمدينة) أسوة بشركات الحراسة ، مرجعها الأساسي وزارة الداخلية ، تقوم هذه الشركات بالقضاء على هذه الظاهرة ، بعد أن يعمل لها إطار من التنظيم. لا أنكر دور المجتمع في تدعيم هذه الظاهرة ، فلو لم يجدوا أيادي تعطيهم لما جلسوا بالمواقع ساعات وساعات. ولو فكرنا قليلاً لوجدنا أن بإمكان مَن يريد الصدقة أن يتصدّق وهو جالس في بيته ، فالجمعيات الخيرية منتشرة ، وأرقام حساباتها واضحة ، حتى بالإمكان عن طريق الهاتف أو الجوال -وإن شاء الله- تصل لمستحقيها .. وبذلك نكون كسبنا الأجرين أجر الصدقة ، وأجر المحافظة على بلدنا .. وسامحووونا.