يأخذني الأهلي بكل ما فيه إلى اتجاهات فيها من الجمال ما يكفي لإنصاف هذا الفريق السعودي الذي بهر ولا يزال يبهر بروعته كل من يعشق متعة كرة القدم وفنونها. روعة سفير الوطن وقلعة البطولات حتى وإن غابت في سنوات إلا أنها عندما تتعلق بمجد الماضي والحاضر والمستقبل سرعان ما تصبح العنوان والشعار والمبدأ. كم يطربني الأهلي وكم أجد نفسي كمتابع يعشق كرة القدم على أصولها أسيرا لهذا الامتداد التاريخي الذي رسخ في أعماقنا كرياضيين كل المفاهيم المتعلقة بكبار اللعبة فالأهلي حالة استثناء وجدت لتبقى وبقيت لتستمر واستمرت لكي تصبح الديمومة الخاصة التي تشرّف الرياضة السعودية عندما تقارع أو تنازل من هم حولها أعني من هم هنالك يبحثون عن الإنجازات الكبيرة والكبيرة فقط. منذ سنوات وعلاقة الأهلي مع البطولات علاقة رائعة تقدمه ولا تؤخره .. تحفزه ولا تحبطه .. بل هي في الغالب علاقة إبداع وتميز وأرقام ومدرجات وقصيدة فرائحية تبدأ من شارع التحلية ومدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل إلى أن تترجم بكل اللغات لأنها وكما أسلفت في مقدمة السطور هي الاستثناء الجميل بعينه. بالأمس خسر الأهلي الدوري وخرج من كأس ولي العهد لكنه برغم كل تلك المستويات والنتائج عاد الى أحبابه كبيرا من شباك الجار والخصم والغريم عاد كبيرا وبطلا وأنموذجا للإبداع والرقي والتحدي. مبروك أيها الاهلي هذه النهاية التاريخية الجميلة متمنيا من قلب المحب أن تكون هذه النهاية بمثابة المشروع الضخم الذي يعيد لنا اهلي المنجزات والإنجارات والتميز والغايات. حرص الاهلي على تحقيق بطولة فنالها بالمثابرة دونما كلل او ملل حتى تلك المستويات والنتائج التي أفرزتها البدايات لم تثن الكبير تيسير الجاسم والأنيق محمد مسعد والعملاق معتز الموسى والرائع فيكتور وبقية القائمة عن بذل قصارى الجهد لكي يستعيد من خلالهم سفير الوطن مكانته بين الأبطال. نعم إنه درس الكبار الدرس الذي هزم الغرور وحطم أسوار التعالي وأعاد لهذا العملاق هيبته ومكانته. قالوا بمفردة المغرور الاتحاد سيهزم الأهلي وتحدثوا بعبارة المتعالي العميد سيدك حصون الإمبراطور بالثلاثة. هكذا قالوا وتحدثوا أما على ارض الواقع فها هو الأهلي يكسب وينتصر ويرفع الكأس ويكتفي بين ثنايا كل هذا المنجز بمشاهدة العروس الحالمة جدة وهي تسهر وتتغنى وتبهر بأمجاد قلعة الكؤوس وأفكار وابتكارات رمزها الكبير خالد بن عبدالله الذي عمل بصمت ودعم بصمت إلي أن صنع الصعب المستحيل ومن خلال حضور لافت حاز على كل الإعجاب ليس من أصحاب الشأن الاهلاوي وإنما كذلك من قبل المحايد الذي يدرك الفارق أعني فارق الكبار. فمن وريد القلب أقول مبروك للأهلي ومبروك للاعبيه ومبروك لرئيسه الشهم الهمام الخلوق الجسور المثالي المحب العاشق الذي ضحى بالوقت والجهد وكل ذلك من أجل الأهلي الكيان والتاريخ والجمهور. هذا الرئيس الشاب الأمير فهد بن خالد يعد من ضمن قائمة المكاسب الفعلية والحقيقية التي قدمها لنا الأهلي للرياضة. فكر .. وضوح .. هدوء .. اتزان .. والأهم صبر على الأخطاء وسلامتكم ..