** لكل انسان طقوسه الخاصة ، التي ترتبط بقالب محدد من انماط السلوك الذاتي ، وفي نهاية المطاف تظل هذه هي شخصية هذا او ذاك من الناس ، والطقوس انما هي مجموع العادات التي يمارسها الفرد او الجماعة في حرفية دقيقة ، كأنما هي اقرب الى المقدس. ** وحيث ان بعض العادات او الطقوس عند بعض الناس من الممارسات غير المقبولة او الصحيحة ، فان السؤال الذي يتبادر هو : هل يمكن للانسان ان (يغير) نفسه ، وبعبارة اخرى ما هو موقف الانسان من منهجية التغيير؟ ** هناك في الواقع اسلوب قديم كما يقول الدكتور طارق السويدان يتمثل في اسداء النصائح والتوجيهات والاقتراحات لهذا الانسان او ذاك ، ممن ابتلى بطقوس او عادات غير جيدة في حياته اليومية. ** هذا الاسلوب لم يعد مجدياً ، واصبح للعلم الحديث دور في ابتكار اساليب اخرى منهجية تقود الانسان الى ان يصل الى (تغيير نفسه) الى تحويلها من طقس سابق غير جيد، الى طقس آخر صالح وجيد. ** هناك من الناس من ينتظر كما يقول السويدان حتى يصل عمره الى الاربعين ثم يفكر في تغيير عدد من سلوكياته ، لكن هل يضمن ذاك ان يصل الى الاربعين؟.. وهناك من لا يغير بعض سلوكياته الا اذا حدثت له مصيبة ، او وقع في ورطة كبيرة ، وعندها يكون لهذه الصدمة اثر كبير في تغيير نمط سلوكياته ، لكن هل يضمن أن هذا هو التغيير الصحيح؟.. قد يكون كذلك ، وقد يكون تغييرا الى الأسوأ .. لانه جاء بفعل الصدمة ، ولم يكن قائماً على أساس منهجي.. ** هناك من يقول انه لا يستطيع ان يغير عادة ما من عاداته ، حتى ولو ادى الى موته (!!) وهذا فهم خاطئ ، ونوع من الاستسلام والعجز ، وعدم الشجاعة على تبديل السلوك ، والقفز الى حيث المنطقة الاخرى من الحياة ، وهناك فرق بين التغيير الذي يأتي كردة فعل ، والتغيير الذي يكون مقصوداً ونابعاً من الارادة الجادة الموجهة النابعة من القلب.. ** ولذلك كما يقرر الدكتور السويدان فان التغيير ليس سهلاً كما يعتقد البعض ، ولكنه صعب لكنه في ذات الوقت ليس مستحيلاً مع الارادة ، ويضرب الدكتور طارق مثالاً برجل زنجي أمريكي فقير معدم ، وخلال سنوات صار مليونيراً، وسألوه كيف حدث ذلك .. فقال : فعلت شيئين لا يفعلهما احد الا ويصير مليونيراً .. أولهما حاولت أن أكون مليونيراً (كانت محاولة جادة ولم تكن على طريقة .. ودي -ياليت- ان شاء الله..) وثانيهما : ان حاول باصرار كبير .. ولذلك حدث له ما يريد ب(الارادة القوية). ** ويظل عدو التغيير الاول هو الكسل والتردد والخوف من القادم ، مما يؤدي الى السلوك السلبي والاحباط من عدم القدرة على مواجهة الذات ، بحيث تصبح تلك الذات في داخلك كانسان أقوى منك انت الذي تحمله ، وتظل هي التي تحركك ، وتقدمك وتؤخرك ، بدلاً من ان تقوم انت بالمهمة ، وتبادر الدور هذا ناتج عن الخور وضعف الشخصية والاستسلام للاوهام .. وتظل كلمة السر في ظل ما تقدم هي العزيمة القادمة من أعماقك.