** هذه الجملة أطربتني ، وظللت أكررها على ذاكرتي لنصاعة الحق فيها .. أنها (هذا الرجل خادم الحرمين الشريفين هو مكسبٌ للوطن وللأمة ، وللعالم) .. هذه (العبارة / الحقيقة) قالها الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم ، لنا نحن الصحفيين هذا الأسبوع في سياق تصريحات سموه وإجاباته على أسئلتنا بعد رعايته وحضوره لحفل الختام لأنشطة طلاب جدة. ** وفي الليلة التي سبقتها كان الملك عبدالله قد استقبل إخوانه المواطنين من منطقتي مكة والمدينة ، وتحدث لهم الملك حديث القلب كعادته ، وكان ما قاله الملك في تلك الليلة لوحدها ، مما يمكن له أن يكون (وثيقة مهمة) في (فن إدارة الحكم) .. و (ركنٌ ركينٌ) في (منهجية عالم القيادة) ومما أظنه سيبقى طويلا في ذاكرتي وذاكرة كل مواطن سعودي. ** عبارات الملك العفوية الصادقة في تلك الليلة ، لا يمكن بحال أن يتجاوزها (منظرو السياسة) ولا أن يغفل عنها (مستشارو القادة) .. لأنها باختصار شديد مما يمكن تصنيفها على أنها (مشروع طريق) ناجح ، لكل من أراد سبيل الحاكمية الرشيدة. ** تعالوا لننظر إلى خادم الحرمين الشريفين ماذا قال (لضيوفه / إخوانه المواطنين) في ذلك اللقاء ، ثم سافروا إلى سموات من الدهشة في تلك الكلمات القليلة للملك ، تلك الكلمات المضمخة بعطر الود ، وببياض القلب ، وبروح المسؤول الحقيقي الذي يخاف من ربه ، ويعرف أبعاد الأمانة ، ويعيش هموم وطنه ومواطنيه : ** يقول الملك حفظه الله : (إخواني ، أرجوكم ، هذه تحياتي لشعب المملكة العربية السعودية ، شعب الوفاء وشعب الخير ، شعب المقدرة شعب الأخلاق ، ولله الحمد. وأنا ما أنا إلا خادم لكم ، أنا ما أنا إلا أقل من خادم لكم ، صدقوني أنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلا عن كل المناطق ؛ ما هي الحوادث فيها ، وش اللي ما صار ، وش اللي صار ، ولله الحمد ، هذا ما هو كرم مني. هذا وفاء وإخلاص لكم ، وحبكم لي لن أنساه ، ولن أنساه ما دمت حيا ، أشكركم ، وأتمنى لكم التوفيق). ** تلكم هي كلمات (قلب) عبدالله قبل لسانه ، وهي بالتأكيد فعله ، وبالقطع هي ديدنه ، وهي (راحته) .. فهنيئا له ذلك المنهج الرشيد ، وهنيئا لنا هذا الملك الملهم صاحب الفؤاد الذي استوعبنا - كلنا - فيه. ** ويبقى من المهم أن ندعو الله تعالي صادقين ، من قلوب مؤمنة بربها ، أن يبعد عن ملكنا ، وعن وطننا ، وعن أهلنا حسد الحاسدين .. ففي وسط هذا العالم الذي يمور بالفتن ، تأتي قيادتنا ويأتي شعبنا يشد كل منهما على يد الآخر ، بهذه الحجم الكبير من الحب والوفاء المتبادل ، ليقدم للدنيا نموذجا حيا في الطمأنينة ، وسلامة المنهج ، وجماليات العلاقة في ثنائية (الحاكم / والشعب). ** وقبل أن اختم .. دعوني أتماهى في فضاء واحدة من الأغنيات الوطنية التي جاءت تحاكي مشاعرنا نحو الملك والوطن وأهله .. (لوّح بكفك لشعبك يا مليك .... وارسم البسمة على وجه الحياة) .. (لاح وجه الخير في راحة يديك .... وذابت الفرحة على عيون وشفاه) ** وتلك الأخرى .. (أبشرك حنّا بخير وسلامه .... لا ينشغل بالك يا بو متعب ارتاح) .. (شايل هموم الدار حب وكرامه .... ما همك أوجاعك ولا همك جراح) .. (نادى الشمال وجاوبته اليمامة .... راح وخَطَاك الشر يا تاجنا راح) .. (وقال الجنوب لنجد مرت غمامه .... واللي بشرق المملكة همه انزاح) .. (وقام الحجاز يوزع الابتسامه .... لضيوف بيت الله ويطمن أرواح)