في اجواء روحانية عامرة بالإيمان ومحاطة بالصبر والسلوان كان القدر المحتوم والوعد الحق كما قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت) وشاء الله أن نكون من شهود الحال وهكذا الحياة دواليك إذ لم يكن يوم الثلاثاء الماضي عاديا فقد شاء القدر مع عصر ذلك اليوم أن اتلقى إتصال هاتفي يخبرني بضرورة التواجد باحد المستشفيات الخاصة بجدة لتواجد النسيب الحبيب المهندس سلطان بن سعد بن طاوي هنالك نتيجة حادث مروري آليم سارعت الخطى دون أن ادرك كيف سرت وكيف وصلت لأجد الحبيب مسجى على سرير أبيض وقد فارق الحياة رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان والحمدلله على كل حال هذه إرادة الله وكلنا مؤمنون بالقضاء وأننا كلنا ذلك المسجى قصر الزمن أم طال وحقا إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن على فراق الأقارب والأحبة والمعارف وهذه سنة الحياة وحقيقة ولا أزكي على الله احد أن الفقيد وفي عز شبابه كان يمثل قيمة الإنسان بمجمل مفاهيمها لدى كل من قدر له التعرف عليه والقرب منه وكان مثالا لترجمة الإنسانية من خلال سمو الخلق وحسن التعامل قد يعتقد البعض أن ذلك سرد طبيعي لموقف مفاجيء كردة فعل عاطفي ولكنها الحقيقة والتي نستشعر من خلالها قيمة ومفهوم الحث الشريف (على ذكر محاسن الموتى)خصوصا إذا كان الفقيد شابا في سن المهندس سلطان ذو السبعة والعشرون عاما قضى جلها في التعلم وما أن وفقه الله للعمل حتى بادر مبكرا الى رسم نهجه الطيب و زرع محبته في قلوب الجميع وذلك من خلال التعامل الحسن بمقابلته دوما للجميع بوجه البشوش وخدمة القانع وعمل المتقن كان له رحمة الله في بيته بصمات تذكر وتشكر فمنذ رحيل والده وهو في سن الثالثة والعشرين دأب على تواصله مع والده عبر الدعاء والصدقة ومما يذكر عنه رحمه الله أنه كان كبر بوالده كل ليلة جمعة يجمع مع اسرته ما قدرهم الله عليه ثم ظهر الجمعة يوزع ذلك نقدا او طعاما على ما يقابله من معوزي أهل الحي رحمه الله لذا كانت علاقته بالأسرة والحي وطيدة حيث كان حزنهم أشد أما في الجامعة فلعل خير من يترجم ذلك ونعتبره بشائر خير بإذن الله هو ذلك الحشد من وكلاء الكليات والدكاترة وزملائه من منسوبي جامعة الملك عبدالعزيز بجدة سواء ما وجدته امامي في المستشفى اوالذين رافقوا جثمانه من مكان الحادث الى المستشفى اوإلى مكةالمكرمة او ما أعقب ذلك طيلة آيام العزاء وكان الحزن يلف الجميع على فقدان زميل وصفوه بالأخ البار وحتى بعد إنتهاء مراسم العزاء كم حزنت وانا المح على وجوه معارفه وزملائه تعابير الحزن لكن بقلوب مؤمنة وأود هنا باسم ذوي المتوفي أن اشكر كل من الدكتور صالح الشمراني وكيل كلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز شمال جدة والدكتور/ عبدالرحمن الطلحي وكيل كلية الحاسبات وتقنية المعلومات جنوبجدة وكافة منسوبي الجامعة على وقوفهم المشرف والطيب لايستغرب من معدنه وكذلك معالي مدير الجامعة اسامه الطيب سعادة وكيل الجامعة د/ عدنان المزروع على حرصهم على ادراج إسم المرحوم ضمن المكرمين لهذا العام وتم ذلك يوم الثلاثاء الماضي بتواجد شقيقه أ سعود بن طاوي وهو ايضا من منسوبي هذا الصرح الشامخ .. فاللهم ارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر اللهم ثبته بالقول الثابت يامثبت القلوب اللهم اغفر لعبدك وارحمه وعافه واعفو عنه اللهم ووسع له في قبره واجعل قبره روضه من رياض الجنة , اللهم والحقه بالصالحين واجعل داره في عليين أسألك بكل سؤال سألك به قبلي من أنبيائك وعبادك الصالحين أن تحسن مثوى الفقير الى عفوك فأنت الرجاء يا خير رجاء. كما ادعوك ان تهون هذا المصاب على كل من ارتجفت فرائصه حزنا على فراقه. أحسن الله عزاء محبيه وجعل لميتهم الرحمة و(إنا لله وإنا إليه راجعون).