يمتلك المنتخب السعودي من التاريخ الناصع سواء بالمستويات أم سواء بالنتائج المدونة في سجلات القارة الآسيوية ونهائيات كأس العالم ما يحتم علينا البحث السريع في وسائل فنيه تتوازى مع واقع المرحلة الحالية والمستقبلية وبما يكفل لنا رؤية هذا الأخضر في إطار المنتخب المؤهل القادر على تجاوز كل الصعاب والاستمرارية في دائرة الأقوياء. غاب المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة ، فبرغم كل تلك المحاولات التي استهدفت إخراجه من علة المدربين وعلة الروح والتجانس وعلة تلك العوامل الأخرى التي اختصت بجوانب الإعداد إلا أن الحصيلة النتائجية لم ترق إلى حيث المطلوب ، فالعمل وخلال المراحل السابقة لم يثمر بقدر ما كان عائقاً تجلت صورته في عمق خارطة التقييم العام والشامل الذي كشف لنا كمتابعين فداحة الخلل وأين يكمن. شخصياً أرى أن هذه المرحلة التي يتعايش معها المنتخب السعودي الأول تمثل بداية تصحيح المسار ، وعندما أركز على أن هذه المرحلة هي البداية ففي قناعتي بأن اختيار المدرب واعتماد أوراقه وإبرام التعاقد معه ليس هو الحل الكامل كون المدرب أي مدرب قادم للأخضر السعودي هو جزء من ضمن مجموعة أجزاء تحتاج إلى التكامل والتلاحم فيما بينها وبالتالي فالمدرب الجيد يحتاج إلى جهاز فني مساند جيد وإدارة جيدة وبرنامج إعدادي جيد وإذا ما استطاع الاتحاد السعودي المبجل وضع هذه الروزنامة موضع التنفيذ الفعلي وليس النظري ، فمن المؤكد أن يكون القادم بالنسبة لمنتخبنا الوطني إيجابياً ومنتجاً ومغايراً عن تلك المرحلة السابقة التي أفقدتنا الكثير من الفرح. من المنطق السليم أن يكون العمل المتعلق بمسيرة المنتخب الوطني عملا تكامليا ينطلق من استقراء شمولي للأخطاء أعني الأخطاء التي حرمتنا فرصة بلوغ التأهل لنهائيات كأس العالم ونهائيات كأس الأمم الآسيوية والفوز بكأس الخليج كون هذه الأخطاء تمثل نقطة ارتكاز مهمة في رسم ملامح المستقبل وهذه بالتأكيد أتمنى أن يتوقف أمامها اتحادنا العزيز لأننا كرياضيين نتطلع إلى رؤية المنتخب السعودي وهو ينافس ويقارع وينتزع الألقاب لا أن يبقى على غرار الماضي مجرد تكملة لعدد المشاركين في هذه المناسبة أو تلك. عموماً كرياضيين على امتداد الوطن الحبيب نحن لا نزال محل الترقب والانتظار لما سوف تسفر عنه الخطوات الحثيثة في هذا الجانب مع الأمل كل الأمل في أن تعلن لنا المراحل المقبلة ميلاد منتخب وطني يحقق غايته مهما كانت العوائق وقوة المنافسين. نبحث عن التطوير الحقيقي لواقع الرياضة السعودية .. نفكر .. نحاول .. نجتهد .. نقترح أما لو اختصرنا الوقت وتوقفنا على سبيل المثال أمام منهج الإدارة الهلالية ورئيسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ففي تصوري أن هذه الوقفة سوف تقودنا وتقود رياضتنا إلى حيث نريد ونتطلع ونطمح .. وسلامتكم.