انتهت كأس الخليج قبل أسابيع وبدأنا منذ نهايتها في التجهيز للحدث الأهم .. وهو الحدث الآسيوي الذي نحلم هذه المرة في أن يعيد إلينا بسمة فرح تجتاح كل ملامح وجوهنا المكسورة .. لاسيما بعد مرحلة الغياب التي طال أمدها والتي لاتليق لا بمكانة المنتخب السعودي قاريا ولا بما يمتلكه من مقوماته الفنية .. تلك المقومات التي حاز من خلالها على القمة وفاز بالريادة واستمر عبر عقود كبيرا يختال بروعته بين الكبار. - ففي أعقاب العودة من عدن والأجهزة الإدارية والفنية تواصل البحث الدؤوب عن رؤية منطقية تستهدف بناء منتخب حقيقي يذهب إلى الدوحة ليقارع وينافس ويعيد لنا اللقب الغائب .. دونما نعلم كمتابعين ما إذا كانت هذه الرؤية قادرة على تحقيق غايتها كون المعرفة والإدراك بنتائج هذه الرؤية تعد في حكم المجهول ولن تظهر وتتجلى وتبرز إلا من خلال مشاركة تلك الأسماء التي كشف الستار عنها بسيرو مساء الأمس. - فالميدان وليس التكهنات هي من سيكشف لنا حقيقة بسيرو وحقيقة المنتخب وحقيقة أجهزة أخرى تفرد عضلاتها مع الانتصار وتتلاشى عند الإخفاق ، ولأن الميدان يا حميدان هو من سيكشف لنا ما نحن سائرون في البحث عنه فلا مجال في أن نستبق الحدث والمناسبة لنحدد مصير الأخضر ونتوقع اتجاهات المنافسة ونبرهن بالرأي المسبق إلى أين سيذهب اللقب ، كون هذه القراءات ومثلها لاتعدو أكثر من هوامش سرعان ما تفقد صوابها مع أول مباراة في الدوحة ، وبالتالي ولأن الواقع شىء والخيال شىء آخر بودي أن اسأل بسيرو عن أحمد عباس ولماذا لم يكن ضمن قائمته؟ - اتفق كثيرا مع بسيرو حول تلك القائمة التي صنعت المزيج بين من شارك في (خليجي 20) وبين من غاب عنها ، ولكن برغم هذا الاتفاق الذي نجمع عليه كرياضيين إلا أننا لم نجد مايمكن اعتباره سببا مقنعا لغياب أحمد عباس عن القائمة إلا إذا كان هذا اللاعب يعاني من ظروف الإصابة والإصابة فقط. - في اليمن قدم لنا بسيرو منتخبا شابا يملك ويمتلك هوية البطل ، أما في الدوحة فالمطلب ليس في أن نكرر من مباراة إلى أختها فلسفة (هذا النجم يلعب اليوم وذاك الآخر يغيب غدا) ، بل المطلب يحتم على الكوتش بسيرو الثبات على توليفة متجانسة ومؤهلة حتى يضمن ونضمن خط السير الصحيح للأخضر السعودي الذي سيذهب إلى هناك محملا بالآمال والأماني لعله يعود ألينا بلقب كم نحن تواقون إليه. - الأهلي يجد نفسه مجددا في مواجهة هجر ، وهي المواجهة التي متى ما تجاوزها فلن أجزم لكنني واثق بأنه سيحمل بعدها كأس ولي العهد. - وبمناسبة الحديث عن قرعة كأس ولي العهد أقول : من يرغب في الظفر بالكأس واللقب عليه أن يستوعب من فترة التسجيل الشتوية ، فهذه الفترة بمثابة فرصة كبيرة للجميع ، ومن يستغلها جيدا بالإعداد والتهيئة وإبرام الصفقات الاحترافية المؤثرة قد يكون هو في الأول والأخير صاحب اليد الطولى لتحقيقها .. وسلامتكم.