لم يعد يفصلنا عن النهائيات الآسيوية للشباب سوى شهرين وبرغم قرب المدة والمناسبة إلا أننا وللأسف الشديد لا نزال نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من القروني وخطته ومن استمرارية مثل تلك العشوائية التي ظهر بها منتخبنا الوطني للشباب في منافسات كأس الخليج الأولمبية ومن قبلها مشاركته الودية في بطولة المصيف . ففي سياق البحث عن منتخب يقارع منافسيه نحن كمتابعين لم نجد أكثر من سلبيات فنيه برزت مع القروني ومعاونيه والخوف كل الخوف أن تصبح مقدمة لنهاية حلم الفوز بالآسيوية والعودة مجددا لمثل تلك المشاهد التاريخية التي لم تخرج بعد من الذاكرة عندما كانت المنتخبات السنية للكرة السعودية تفرض سيطرتها على آسيا وتقدم المستويات العالية المقرونة بالنتائج والألقاب . - اليوم ليست القضية قضية جلد المدرب الوطني خالد القروني بسياط النقد المكتوب فخالد ابن وطن يحزن للخسارة ويفرح للانتصار ولا يمكن لنا وتحت أي ظرف أن نمارس تقريعه أو تجريده من صفة الثابت فيها الوطن، لكننا ومن منطلق الحرص على مشاركة حقيقية تحظى بنتائج مشرفة لابد وأن نهمس في أذهان المعنيين بشئون المنتخبات السنية حتى يستوعبوا سلبيات ما أحدثه القروني مع منتخب الشباب في فترة الإعداد لعل وعسى أن يكون في هذا التذكير حلول سريعة يستفيد منها الأخضر وتخول له بالتالي مشاركة فاعلة هنالك في بلاد الصين فيعود بعدها كاسبا ومنتصرا وحاملا لواء الأبطال . - بالمنطق ليس بالجريمة أن يخطئ مدرب لكن الجريمة الحقيقية أراها ماثلة في الإصرار على القناعات الخاطئة ومن هنا يجب أن نقدم مصلحة المنتخبات السنية على اعتبار أن هذه المصلحة هي اللبنة الأولية في مشوار البناء الكروي المتكامل أما أن نستمر في تكرار ذات الأخطاء ونتجاهل تقييم العمل فمن هنا ستبقى كل الأحلام سرابا يتبعه سراب . - أما عن قضية الهزازي ووكيله فالقضية ليست معنية بطرف الوكيل كما هي كذلك ليست متعلقة باللاعب بقدر ما هي معنية ومتعلقة بفئة لا تزال تعبث كثيرا بمصالح الأندية ومستقبل نجومها . - منذ عقود ونحن نتساءل لماذا اللاعب السعودي خارج لعبة الاحتراف الخارجي برغم ما يمتلك من الإمكانات وعندما نسأل ونكرر ذات السؤال لا نجد أمامنا سوى أصحاب نظرة قاصرة تحارب الناجح وتكبح جماح المبدع وتدفن الطموح . - انظروا في ماذا قدمه أحمد القحطاني لنايف هزازي وتمعنوا في أهمية فريق اشبيلية الإسباني على مستوى خارطة كرة القدم في العالم وقارنوه مع عناد المحترم حمد الصنيع وسكرتير لجنة الاحتراف عندها فقط ستجدون معي أن المسألة برمتها لا تتجاوز مسألة أسماء منحت من الثقة أكبر مما تستحق . - باختصار كنت أتمنى من الجميع الوقوف مع القحطاني ونايف طالما أن الأول حقق في يوم ماعجز عن تحقيقه (ألف سمسار) في عشرين عاما، لا أن نحاربه ونمارس الإسقاطات بحق توجهاته التي نؤمن بأهميتها ونؤمن أكثر بأنها الحل المفقود الذي عجزنا عن تحقيقه وسلامتكم !!