لو سئل أي مواطن في العالم عن تولي حكومة تدير شؤون حياته وتتلمس كل ماله صلة بيومياته وتطلعاته الحاضرة والمستقبلة وفي حالة إصلاح مستمر على مختلف الصعد ودون أن يكون هناك مطالبة من قبل الشعب بتلك الضرورات الحياتية وبعيداً عن صندوق الناخب والانتماء الحزبي أو حتى العقدي ، لأخبرك دون تردد مرحباً ومؤيداً ، وناشدك أن تدله عليها . من جانب آخر تظل تلك الأمور التنفيذية محكومة بالاجتهاد في كل مايتعلق بالبنية التحتية وخطط التنمية المختلفة ومسابقة الزمن في أن يرتقي الفكر لدى المواطن من حيث الانتماء للوطن أولاً مهما كانت الرموز القيادية والانتماء السياسي والفكري والاجتماعي لما أجمع عليه ولاة الأمور بدءاً من رب الأسرة وانتهاءاً بقايد الوطن المتمثل في شخص الملك . ولأن مكتسبات بلادنا عظيمة بفضل الله تعالى ثم بفضل ولاة الأمور فيها منذ تأسيس هذا الكيان الشامخ ، وقد قطعت شوطاً مشهوداً في جميع المجالات ، لذا فإن الوعي السياسي هو الضامن بعد الله تعالى في ألا تتسرب مطالب أخرى تحت هذا الشعار المغري ، وهو ماكان ينقص أنظمة فقدت شرعيتها وأتباعها وسقطت في أيام معدودات ، إلا أن الشعب ظل منتمياً للوطن وفي هذا مفارقة جديرة بالاعتبار تكشف أن الانتماء الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للوطن يحفظ المسيرة وقادتها . أكتب هذا كمواطن يعشق تراب بلاده ، ويسعده بأن ينال كل مواطن حقوقه التي كفلها الشرع الحنيف وحق المواطنة فيه ، واستمرار عجلة التنمية في جميع المجالات الخدمية ، وجعل الانتماء للوطن في مختلف الصور درساً تتوارثه الأجيال . فأسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وولاة الأمور فيها ، وأن تنطلق بلادنا لمفهوم الانتماء الحقيقي للوطن ولولاة الأمور فيها على هدي من الدين ومكارم الأخلاق .