يختلف إحساس المرء كثيراً بمعنى كلمة وطن وهو بعيد عنه؛ حيث يزداد اهتمامه بسماع أخباره ومتابعة أدق تفاصيل الحياة فيه، وقد سعدت وغيري من أبناء هذا الوطن الغالي في هذه الأيام بالذكرى السادسة لتسلم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله تعالى - مقاليد الحكم في المملكة، وصادف ذلك وجودي خارج الوطن في مهمة عمل رسمية، لكنني رغم البعد رأيت اهتماماً كبيراً من السعوديين في الخارج بهذه المناسبة العزيزة، ومن خلال المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض الوطن سمعت عن جموع المواطنين السعوديين في طول البلاد وعرضها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، غمرتهم فرحة كبيرة تلقائية صادقة ابتهاجاً بهذه الذكرى المباركة، وداخلني إحساس عميق بأنها في الواقع فرحة عفوية بالتنمية والاستقرار، فرحة بالرخاء والازدهار، فرحة بما ننعم به من رفاهية وأمن وأمان بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا الرجل البار وإخوانه الكرام. إن صدق مشاعر الحب والوفاء والولاء التي سمعت عنها ورأيت جزءاً منها عبر وسائل الإعلام في عيون السعوديين جميعاً تؤكد أن الفرحة بهذه المناسبة الميمونة ليس مجرد حدث رسمي معتاد، وأن امتداحها والثناء عليها ليس شيئاً روتينياً من قبيل المجاملات والبرتوكولات المعمول بها في مثل هذه المناسبات، ليس الأمر كذلك، بل هناك فرحة شعبية حقيقية، هناك حالة صادقة من مشاعر الامتنان والتقدير لهذا الرجل الكريم المتواضع المحب لشعبه الحريص عليه القريب منه ومن همومه وآماله وآلامه، هناك حالة صادقة من العرفان بالجميل والشعور بالانتماء لهذا الوطن الأبي والولاء لمليكه المخلص ورجاله الأوفياء. وكيف لا..؟!! وقد شهدت المملكة في عهد عبد الله بن عبد العزيز نهضة عمرانية هائلة، وحققت بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل التخطيط العلمي السليم والعمل الجاد طفرة ثانية أحدثت تنمية شاملة متكاملة في جميع المجالات، وتؤكد لغة الأرقام حجم هذه النهضة الكبيرة التي تشهدها المملكة حالياً، ومدى ما أنجزته من تطور ورقي وازدهار، وما يلمسه المواطنون والمقيمون من أمن ورخاء واستقرار يعم كافة أرجاء وطننا الحبيب، وتتجسد أهمية هذه النعم الجليلة وتتعاظم قيمتها ونحن نرى الأزمات الاقتصادية الخانقة والقلاقل والاضطرابات السياسية تعصف بعدد كبير من دول العالم، فتؤثر سلباً على أمنها واستقرارها وتقدمها، وتعيدها إلى الوراء عقوداً من الزمن. وعلى الرغم من كثرة الأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتق خادم الحرمين الشريفين المليك الوالد عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - لمس جميع أبناء الوطن التلاحم الكبير بينهم وبينه - حفظه الله - طوال السنوات الماضية، فقد كان بلفتاته الأبوية الحانية حريصاً على الالتقاء بجموع المواطنين، والوقوف بنفسه على احتياجاتهم، ودائماً لا يدخر وسعاً ولا جهداً في سبيل تلبية مطالبهم، والسهر على راحتهم وحل مشكلاتهم. وفي العهد الميمون للملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - ترسخت مكانة المملكة العربية السعودية، وازدادت أهميتها إقليميا ودوليا، وتعزز دورها العالمي سياسياً واقتصادياً وفي جميع المجالات، بفضل حكمته ومهارته في القيادة وصنع السياسات، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في أنسب الأوقات!! لقد تحقق لشعب المملكة في عهد الملك عبد الله خلال ستة أعوام مضت العديد من الإنجازات الحضارية المهمة المهمة والقفزات العملاقة في مجالات كثيرة، ومن ذلك إنشاء العديد من المدن الاقتصادية، والتوسع في بناء الجامعات، فقد تضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات فقط إلى ما يقارب الثلاثين جامعة، ويتوج تلك الإنجازات الكبيرة ما أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - في ربيع الآخر من هذا العام من قرارات تاريخية غير مسبوقة - على حد علمي - لا في تاريخ المملكة ولا في تاريخ أي من دول العالم الأخرى، فقد غطت هذه الأوامر الملكية معظم نواحي الحياة؛ انطلاقاً من حرص الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على تلبية مطالب جميع أبنائه المواطنين وسد احتياجاتهم في شتى مناحي الحياة، وسعياً منه لتوفير كل سبل الراحة والعيش الكريم لهم. وفي الحقيقة أؤكد أن الجهود التي يبذلها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز كبيرة وكبيرة جداً تعجز الألسن عن حصرها وشكر من عمل على تحقيقها فأسأل الله تعالى أن يجعل ما يقدمون في ميزان حسناتهم وسجل أعمالهم الصالحات، وأن يحفظ هذا الوطن ومواطنيه من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... د. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي عميد كلية المجتمع بشقراء عضو مجلس جامعة شقراء