قد يتساءل البعضُ عن الحب الجارف الذي يحمله أبناء المملكة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وأسباب طوفان المشاعر الذي ينساب دون أن يستوقفه حاجز. والدوافع التي تشعل أفراح القلوب ، وتثير حالة (متفردة) من السعادة والبهجة ، متى ذُكر اسم مليك البلاد وقائد مسيرة نهضتها. إن أغلب أبناء الوطن يحب خادم الحرمين حبًّا فطريًّا ، بلا دافع ، لا يحتاح إلى لحظات البحث والتفتيش فى دواخل الذات عن جواب لسؤال: لماذا هذا الحب؟ ولأننا نستقبل اليوم المحبوب العائد ، والأب الغالي ، والقائد الملهم بعد رحلة علاجية أرجفتنا ، وأوقفت نبضات الفرح في قلوبنا لشهور ، كان لزامًا علينا أن نستقرىء القلوب ، ونترجم المشاعر ، ونكتب الإجابة بوضوح وصراحة ، مؤكدين أن الحب فضيلة لا يمكن شراؤها بالمال ، ولا بالكلمة ، بل بالموقف ، والفعل ، والعمل. هذه هي الحقيقة ، كما قرأناها في عيون أبناء الوطن ، وسمعناها من ألسنتهم ، فقد قدّم خادم الحرمين خلال سنوات قلائل من عمر الزمن أعمالاً شواهدَ ، وإنجازاتٍ واضحةً ، ودق معاول التطوير والارتقاء في كل مدينة ، وقرية ، ونجع. وفتّش عن المحتاجين والفقراء في كل مكان ، مؤكدا أنهم رهان المرحلة ، وهاجس اليقظة والمنام ، ليس هذا فقط ، بل رسّخ لسلام مجتمعي ، وأوصل شعبه إلى حالة من الثقة والرضا والقناعة بأن وراءه ملكًا يعيش له ، ومعه ، ومن أجله. لقد آثر الملك -يحفظه الله- منذ توليه حكم البلاد أن يخاطب شعبه بخطاب العمل ، ومفردات الإنجاز ، وأن يجعل الواقع لا الخيال كتابًا مفتوحًا لتدوين ملاحم إنجازاته المتوالية ، ووسط هذا السيل من الأماني والأحلام الطموحة ، التي حملها المليك بيد لأبناء المملكة ، حمل بالأخرى أوجاع الأمة ، وركض كثيرًا باحثًا عن علاج لأزماتها التي لا تنتهي. مشوار لا يتحمّله إلاّ كبير ، ورحلة طويلة تحتاج لقائد مختلف بحجم عبدالله بن عبدالعزيز ، قائد يزن الأمور بحكمة الحكماء ، ويتّخذ قراراته مستندًا على ثلاثية: الإيمان بالله ، والثقة بالإنسان ، والعشق للوطن الكبير. من أجل هذا كله وغيره ممّا لا تكفى سطور الورق لحمله ، لم يكتفِ أبناء الوطن بوضع لافتات الترحيب بعودة ملك الإنسانية على الحوائط والجدران ، بل زيّنوا بها القلوب والرؤوس ، وعطّروا بها الملابس ، ورفعوها عاليًا ، ولسان حالهم يقول: (نحبك أيُّها القائد العظيم ؛ بسبب وبغير سبب ، وبدافع وغير دافع. نحبك ؛ لأنك قدّمت لنا الأمس الجميل ، ووعدتنا بالمستقبل الأجمل. نحبك ؛ لأننا رأيناك ملكًا إذا قال صدق ، وإذا وعد أوفى ، وقبل هذا وذاك ملكًا إذا غاب غابت أفراح القلوب ، وإذا جاء تنفست التربة العطشى بأنفاس الأمل) .