أسوق هنا موضوعاً ظل يشغل فكري وبالي منذ فترة طويلة وتتجدد خواطري حياله في كل مرة اقوم فيها برحلة الى خارج المنطقة ومنها رحلتي الاخيرة من الباحة الى الرياض. وواضح ان حديثي هنا هو عن مطار الباحة الذي اضحى مثار تعليق الكثيرين ومدار تذمرهم وتندرهم بل وفي اغلب الاحيان محط استيائهم وامتعاضهم للمستوى الذي آلت اليه الخدمات في هذا المرفق الحيوي والذي يعتبر البوابة الاولى لمنطقة تتربع على قمة المواقع السياحية ببلادنا. واسوق هنا مجموعة من الملاحظات التي دونتها ما بين رحلتي الذهاب والعودة عبر هذا المطار والتي لا اعتقد انها خافية عن انظار المسؤولين او المعنيين بالأمر. * عند دخولي الى المواقف وجدت ان السعر ارتفع من ريال الى ريالين عن كل ساعة فيما لم تتحسن الخدمة في هذه المواقف من حيث توفر مظلات لحماية السيارات من الشمس والامطار. * صالة المغادرة وصالة القدوم لا يوجد بهما سوى حمام واحد للرجال وآخر للنساء ولنا ان نتصور الحال في اوقات الصلاة وانتظار المسافرين حتى يأخذ كل واحد دوره والذي قد ينتهي وقت الصلاة عليه وربما تضيع عليه الرحلة وهو على هذا الحال. * صالة المغادرة الداخلية مكتوب عليها لوحة كبار الشخصيات فيما الوضع غير ذلك تماماً حيث الدخول لهذا المكان مفتوح لجميع المغادرين. * لا يوجد بالمطار صالة خاصة بالدرجة الاولى ودرجة الفرسان وهذه الصالة هي الوحيدة التي لم يتم تخصيص مكان لها منذ تأسيس المطار وحتى الآن وكان يفترض توفيرها أسوة بمطارات المملكة الداخلية والدولية لاسيما وان منطقة الباحة مقبلة ان شاء الله على تطور سريع ومتلاحق للتحولات العديدة التي جرت بالمنطقة وفي مقدمتها انشاء جامعة الباحة والتوسع العمراني وزيادة معدل الكثافة السكانية. * يلاحظ ان الصالة الملكية بالمطار ضيقة للغاية ولا تستوعب كبار الزوار وضيوف المنطقة ومستقبليهم واكبر دليل على ذلك عندما وصل سمو سيدي الامير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز الى المطار إثر توليه مقاليد امارة منطقة الباحة حيث تعذر الجلوس الا لعدد محدود وقليل جداً من المتواجدين فكيف يكون الحال عندما تكون هناك استقبالات كبيرة وحاشدة لكبار ولاة الامر وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الامين وسمو النائب الثاني ولذلك فإن الحاجة تدعو لتوسيع هذه الصالة بما يليق بمكانة المنطقة ومواطنيها. * والشيء بالشيء يذكر فلابد الاشارة الى قلة الطائرات وعدد الرحلات المتدنية فيما المطار يستقطب الركاب ليس من الباحة فقط وانما من القنفذة جنوباً وصولاً الى البادية شمالاً ومن بني شهر شرقاً حتى بني مالك غرباً والمسافة بينها وبين المطار تتراوح ما بين (80 الى 150كلم) وتكون الطامة الكبرى عندما يقطع المسافر كل هذه المسافة وعندما يصل للمطار يفاجأ بخيبة امل لعدم وجود مقعد خالٍ على الرحلة. * ايضاً اوقات الرحلات غير مناسبة خصوصاً رحلات العودة لمطار الباحة فنجد ان معظمها في منتصف الليل ما يتسبب في مشكلة حقيقية لبعض الركاب الذين يضطرون لتأجير سيارات الاجرة فيقعون تحت طائلة الابتزاز من قبل اصحاب التاكسيات فإما ان تدفع مبلغاً خيالياً حتى تصل للحي او الموقع الذي تريده وإما ان تخرج من ساحة المطار وتنتظر الى صباح اليوم التالي وانت وحظك. * توجد لوحة بالمطار عليها تسعيرة النقل بين موقع وآخر ولا نعلم من الذي قام بتحديد الاسعار وبالطبع المشكلة تكون اقل حدة في ساعات النهار الا ان الاسعار عموماً بها مغالاة ويفترض ان تكون هناك لجنة من بعض الجهات تشارك فيها الغرفة التجارية الصناعية بالباحة لوضع اسعار مناسبة للجميع. * لا تتوفر بالمطار مكاتب لتأجير السيارات عدا مكتب واحد فقط وهذا ادى الى صعوبة الحصول على سيارات مناسبة وبالتالي فإن الامر يستدعي تواجد مجموعة من مكاتب تأجير السيارات او تأمين باص لنقل الراغبين في التأجير الى مواقع السيارات. * واخيراً .. لا توجد مواقع للتسويق في صالة المغادرة لبعض الحرف والمنتجات المحلية مع اهميتها وجدواها بالنسبة لمنطقة تعد من الوجهات السياحية بالمملكة. إن هذه الملاحظات اضعها امام المسؤولين بالطيران المدني والخطوط السعودية لصياغة هذه الامور ووضع الحلول السريعة والمناسبة لها ونحن في عهد الوفاء وعهد العطاء من ولاة امرنا ، ونتطلع الى سمو سيدي الامير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز امير منطقة الباحة وكلنا ثقة في ان سموه سوف يضع هذا الامر نصب عينيه وانه سيأخذ جلّ اهتمامه والله الهادي الى سواء السبيل.