حين تطل من نافذة الطائرة على منطقة القصيم ترى منظراً ساحراً من الدوائر الخضراء .. ومن قامات النخيل المتناسقة وصفوفها المتراصة على امتداد سهول القصيم وواديها الخصيب .. وترى كثبان رمالها الذهبية وهي تلوح من بعيد محتضنة مدنها العامرة ويتخللها تلك الطرق السريعة المضاءة ليلاً ... ولكن حين تصل إلى المطار تفاجأ بذلك المساحة الصغيرة للمطار .. وتلك المواقف المكتظة بالسيارات على الرغم من سعة المساحة ..و حين النزول من الطائرة تفاجأ بصالة متواضعة للقدوم والمغادرة لا تتجاوز 30م × 30م .. منطقة القصيم بمدنها العامرة وعقد بلداتها المتواصلة بريدة، عنيزة ، الرس، البكيرية ؛الهلالية *؛الربيعية الشماسية * ، رياض الخبراء ، المذنب ، الأسياح ، البدائع، الشيحية، عيون الجواء ، دخنة ، النبهانية ، عقلة الصقور، الدليمية، الذيبية، ضرية، الشبيكية، قصر بن عقيل.. إلخ هذا العقد المتواصل من المدن العامرة والكبيرة لا يخدمها سوى هذا المطار المتواضع الذي لم يتغير وضعه منذ أن تم إنشاؤه قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، لعل رئاسة الطيران المدني قد نسيته أو انشغلت عنه بغيره من المطارات الدولية.. هذا المطار هو مطار لا يتلاءم مع حجم النمو السكاني والعمراني والاقتصادي الذي تشهده هذه المنطقة .. فرغم التطور الكبير عمرانياً واقتصادياً فإن مطار المنطقة لم يشهد أي تطوير أو إضافة نوعية تذكر .. ولقد استبشر أهالي المنطقة حين رأوا تلك الأعمال التي بدأت في الناحية الجنوبية لصالة المطار المتواضعة ولكنهم فوجئوا حين اتضح أنها إضافة بسيطة جداً وأسوق عدد من الرؤى: أولاً : من المعروف أن المطار في أي مدينة هو معلم حضاري لها بالدرجة الأولى ثم تأتي خدماته التي يقدمها للمسافرين والركاب ... فالمطار هو المحطة الأولى والواجهة التي تواجه المسافر عندما ينزل من الطائرة والانطباع الأول هو الذي ينعكس في ذهن القادم إلى المدينة أو المنطقة فإذا كان الانطباع الأول سيئاً فإن كل الانطباعات التي بعده ستكون سيئة مهما كانت المناظر جيدة وجميلة، ومن هنا فإن جميع الدول تهتم بالطرز المعمارية لمطاراتها حتى المحلية الصغيرة والداخلية ولا تعتبرها مطارات ثانوية لا يجب الاهتمام بها، ولهذا فإنني أطالب هيئة الطيران المدني بالاهتمام بمطار القصيم الإقليمي الذي يخدم مساحة واسعة وسط شمال المملكة وبمساحة تزيد في كثير من الأحيان عن 250كم × 200كم وهي مساحة شاسعة تحوي عدداً كبيراً من المدن والقرى والأرياف التي قل أن توجد في أي منطقة من المملكة بكثافتها وانتشارها، ويجب أن يشمل تطوير هذا المطار ما يلي: أ – إنشاء مبنى جديد مجاور للمبنى الحالي (صالة المغادرة والقدوم) على طراز حديث بدورين وبواجهة جمالية من الألومنيوم والزجاج وليس بالضرورة إزالة المبنى الحالي الذي يمكن استخدامه مستقبلاً كمكاتب لتأجير السيارات أو الفنادق والاستعلامات السياحية أو غير ذلك. ب – وضع مدخل مناسب لصالة القدوم يكون بعرض لا يقل عن 200م يكون هو أول ما يواجه القادم للمطار محتوياً على مقاعد مريحة وبوفيهات وصالة للصلاة، وبأرضية مبلطة ببلاط فاخر وبمناظر جمالية وبأسقف مضاءة وجميلة ويمكن أن يوضع بها استعلامات وغير ذلك. مع وضع (سيور) نقل العفش يعدد لايقل عن اربعة خطوط حيث اصبح مطار القصيم شبه دولي يمكن ان يتزامن فيه وصول اكثر من رحلة بدلا من تراكم عفش ركاب رحلتين او اكثر على سير واحد ج - صالة واسعة للمغادرة بمستوى مرتفع مع سُلّم كهربائي للصعود ولها لتوازي مستوى أرضية الطائرة وذلك لإراحة المسافرين من صعود سلم الطائرة، وصحيح أن ذلك يتم وضعه في المطارات الدولية ولكن هذا لا يمنع وضعه في المطارات الداخلية لأن تكاليفه لا توازي بأي حال من الأحوال مردوده الاقتصادي للمنطقة ككل فكل ما كان فيها بنية تحتية مناسبة وملائمة للمنطقة كلما كان التقدم الاقتصادي لها أكثر، وكلما كانت مرافقها ومن أهمها المطارات ذات طراز معماري حديث كلما عكس ذلك أهمية المنطقة وتطورها. ثانياً : وضع سوق حرة في المطار يتم تأجيرها واستثمارها ضمن منظومة مطارات المملكة ويتم عرض منتجات المنطقة من التمور والمصنوعات التقليدية فيها لإعطاء صورة صادقة عن اقتصاديات المنطقة للمسافرين والقادمين إليها ، كما يجب وضع مطعم مناسب ملحق بصالة المغادرة وبوفيهات مناسبة لخدمة المغادرين والذين ينتظرون لساعات طويلة خاصة مع التأخير المستمر لطائرات الخطوط السعودية بالمطار، مع ضرورة استثمار مرافق المطار دعائياً ووضع دعايات سياحية للمنطقة وخاصة للقادمين إليها بلوحات مضيئة ومصممة بحيث تعكس مكانة المنطقة اقتصادياً بفنادقها وشققها ومراكزها السياحية وآثارها. ثالثاً : وضع ساحة ملائمة وواسعة لمواقف السيارات حيث أن الساحة الحالية غير ملائمة وصغيرة الحجم وتمتلئ بالسيارات دائماً ومداخلها ومخارجها مبهمة وغير معروفة ، يجب وضع ساحة أمامية كبيرة للمطار مزينة بمسطحات خضراء واسعة ونوافير وأشجار نخيل أمام بوابة المطار الرئيسية ووضع رصيف للمشاة لا يقل عرضه عن 10 أمتار مبلط ببلاط رخام أو كوارتز بدلاً من الرصيف الحالي ذو العرض البسيط الذي لا يكفي للمشاة حيث يتعرضون لخط السيارات المارة أمام البوابة بسرعة مع عدم وجود مواقف للتحميل والتنزيل أمام البوابة ومع عدم وضع ممرات للحقائب وعربات اليد من البوابة إلى المواقف. رابعاً : من المهم وضع مسجد حديث وواسع للمطار وأن يكون جامعاً تؤدى فيه صلوات الجمعة لموظفي المطار والمسافرين القادمين قبل صلاة الجمعة ، أما المسجد الحالي فهو صغير المساحة ولا يتلاءم مع كثرة موظفي المطار والخطوط السعودية وحركة المغادرين والقادمين . خامساً : يجب أن يتم التنسيق بين هيئة الطيران المدني ووزارة النقل المسؤولة عن شبكة الخطوط الحديدية لوضع محطة للقطار بجانب المطار بحيث تخدم المسافرين المغادرين من المطار إلى مدن المنطقة الرئيسية كبريدة وعنيزة. إن منطقة القصيم بانتظار هذا المعلم الحضاري المناسب لمكانتها ونموها السكاني والزراعي والاقتصادي والصناعي ، أثق في اهتمام معالي هيئة الطيران المدني الدكتور/فيصل بن حمد الصقير بهذه الملاحظات وهو الرجل الكفؤ ذو النظرة الثاقبة البعيدة وأعرف جهوده الدؤوبة لتطوير المطارات الداخلية التي تلاحظها عياناً في مطاراتنا .. أثق باهتمامه بهذا المطار مطار منطقة القصيم التي يقود نهضتها سمو أميرها الهمام الأمير فيصل بن بندر وسمو نائبه المشعل الأمير د. فيصل بن مشعل الذي يتابع نهضة القصيم ونموها . المهندس / عبد العزيز بن محمد السحيباني [email protected] * - -